32.6 C
Khartoum
الأربعاء, سبتمبر 17, 2025

🔴 واحد وسبعون عاماً من المجد… جيشنا الباسل بين الأمس واليوم ✒️ مسارب الضي | د. محمد تبيدي

إقرأ ايضا

واحد وسبعون عاماً تمثل سجلاً ناصعاً من العطاء المتواصل، والتميز الباهر، والتضحيات الجسام، والبطولات التي خطتها دماء الأبطال فوق تراب الوطن. إنه تاريخ قواتنا المسلحة السودانية، التي وُلدت من رحم الإرادة الشعبية، وتغذت على قيم الفداء والوفاء، فكانت ولا تزال حصن السودان المنيع ودرعه الحصين، منذ أن بزغ فجر الاستقلال وحتى يومنا هذا.
لقد واجه جيشنا العظيم تحديات جساماً عبر العقود، خاض المعارك في الجنوب والشمال والشرق والغرب، دافع عن الأرض والعرض، وصان وحدة الوطن في وجه المخاطر والمؤامرات. وما زالت الصفحات تزداد إشراقاً مع كل محطة من محطات الصمود، حتى بلغت ذروتها في معركة الكرامة، حين وقفت القوات المسلحة في مواجهة مليشيا آل دقلو المتمردة ومن ورائهم كفيلهم محمد بن زايد، لتؤكد للعالم أن السودان لا يُباع ولا يُشترى، وأن الكرامة الوطنية خط أحمر.

قال رسول الله ﷺ: “عينان لا تمسّهما النار: عينٌ بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله” رواه الترمذي وصححه الألباني
وإن جنود السودان الذين رابطوا على الثغور، وسهروا في مواقع القتال، هم أولى الناس بهذا الشرف العظيم، فقد جمعوا بين عبادة الحراسة في سبيل الله وشرف الدفاع عن حياض الوطن.
لم يكن نضال القوات المسلحة مجرد مواجهة عسكرية، بل هو مسيرة متكاملة من البناء والتنمية. ففي الوقت الذي كانت فيه البنادق تصد العدوان، كانت الأيادي الأخرى تمسك بأدوات الإعمار، تشق الطرق، وتبني الجسور، وتعيد الأمل للمدن والقرى. فالقوات المسلحة السودانية لا تعرف الفصل بين الحرب والسلام، بل تدرك أن البناء جزء من معركة البقاء، وأن التنمية هي الجبهة الأخرى للنصر.
إن أشجع جنود الأرض هم جنود السودان، كما شهد الأعداء قبل الأصدقاء. فهم أبناء أرض طاهرة، تربوا على القيم الراسخة، وتعلموا أن الخيانة ليست خياراً، وأن الوفاء للوطن فوق كل اعتبار. ومن هذه الروح تولدت صفات متجذرة فيهم: الإقدام في ساعة الشدة، العفو عند المقدرة، والنجدة لكل محتاج، أياً كان دينه أو عرقه أو موطنه.
ونحن نحتفل بمرور 71 عاماً على تأسيس جيشنا العظيم، نتذكر شهداءنا الذين سقوا الأرض بدمائهم، فأنبتت عزاً وكرامة، وندعو لجرحانا بالشفاء العاجل، ولأسرانا البواسل بالفك العاجل لأسرهم. ونقول لوطننا الحبيب: دفيء حضنك يكفينا، فأنت في القلب، ومن أجلك نبذل الغالي والنفيس.
ولن نتوقف عند حدود الدفاع، بل سنواصل الإعمار والتنمية، حتى نعود سادة العرب والأفارقة، ونمد يد العون لكل من يحتاجنا، لأن ذلك من شيمنا الضاربة في جذور التاريخ. وستظل صحائفنا بيضاء ناصعة مثل قلوبنا، فإذا جاء وقت الوفاء فلن نسلم عدواً أو خائناً أو متعاوناً.
وفي العقود القادمة، سيظل جيشنا العظيم وفياً لقسمه، متأهباً لحماية السيادة الوطنية، ومشاركاً فاعلاً في النهضة الشاملة. ستزداد قدراته تطوراً بفضل التدريب والتسليح الحديث، وسيمتد عطاؤه ليشمل مشروعات اقتصادية وتنموية كبرى، تؤسس لنهضة متكاملة تجعل السودان في مقدمة الأمم العربية والإفريقية. وسيبقى التاريخ شاهداً أن هذه المؤسسة العريقة لم تعرف يوماً إلا الولاء لله والوطن، ولم تفرط في ذرة تراب.

وعلى حد قولي:
من ساحات الوغى نأتي فُحولاً
ونزرع في الربى المجدَ الطويلا
لنا عهدٌ مع الأوطان باقٍ
نردُّ الكيدَ عن أرضٍ أصيلا

وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

#جيشاً_واحد_شعباً_واحد
#شبكة_مسارب_الضي_الإخبارية
#شهداء_معركة_الكرامة
#مليشيا_آل_دقلو_الإرهابية
#المجد_للشهداء
#القوات_المسلحة_السودانية

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة