منذ مايزيد عن العام ونصف العام ظلت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وقلب كل دافور ورمز سيادتها ترزح تحت نير حصار ظالم أجبر من فيها على التاقلم والتعايش مع الطبيعة والأكل من خشاش الأرض ومماتنبت هذه الارض وهم صامدون مصرون برغم كل شئ على منع الغزاة من دخول مدينتهم وتدنيسها كما فعلوا في كل مكان..
مدينة الفاشر المحاصرة بعلم وربما باذن وعون من المجتمع الدولي بلغ الاشفاق عليها حدا وبدأت القناعات تذهب مذاهب شتى خوفا من سقوط أو اختراق بمثلما حدث من تسلل بعض أفراد المليشيا داخل بعض الاحياء..
ماتتسلمه المليشيا من دعم وامداد وبشكل راتب من مرتزقة اجانب ومن عتاد حربي متطور كفيل باسقاط دولة وليس مدينة واحدة وما يتم تداوله من معلومات حول الجوع والغلاء والقصف الممنهج والمتواصل من داخل المدينة المحاصرة يدمي القلوب …
في اوائل ايام الحرب كنا نمر بمثلما نمر به الآن من خوف واشفاق و(شفقة) على تحقيق النصر والانتصار وكان الناس يرون تحرك القوات نحو دحر الأعداء اقل مما هو مطلوب…
نعم كانت تلك مرحلة محكومة بظروف الجيش انذاك ومحكومة كذلك بتحكم العدو في كل مصادر التسليح وحتى المواقع التي يسهل من خلالها استهداف أي تحرك للجيش.
ذات المرحلة التي تخطيناها آنذاك نمر بها الآن فالعدو نصب في هذه المدينة وماحولها مايعتقد إنه سيضمن له البقاء هنا او على الاقل منع كافة القوات الوطنية المقاتلة من فك هذا الحصار..
بشريات النصر لاحت منذ يومين والضربات الماحقة تلاحقت فدمن كل الإرجاء والمحاور في فاشر السلطان وحفر البرهان ورفاقه بالإبرة بدا يؤتي ثمارا قريبة النضج لتؤكل طازجة وتحتفل فاشر السلطان بعرسها الكبير الذي يشاركها فيه كل جزء من أجزاء السودان..
نعم ربما ضاق البعض من حفر الإبرة وهو اسلوب وتكتيك ولكنه مجرب وذاق الماس حلاوته فالنصر ات وقريب والفرج موعدكم أهل الصبر واهل الكسوة وقد ضربتم المثل في الصبر والثبات
وكان الله في عون الجميع