سقوط المشروع العلماني بسقوط حقبة قحت، ثم ماتلاه من سقوط مشروع إحتلال السودان بإشعال الحرب عبر المليشيا وأذنابها العملاء، يضعان أمام القوي (الوطنية الحيّة) السؤال الأهم..إلي أي منتهي سيصير مستقبل السودان..؟!! من المؤكد أن الإجابة (صعبة) علي الأقل في الوقت الراهن مع إستمرار تصاعد (دخان الحرب) الذي يمنع (الرؤية الجيدة) للمستقبل، فلافائدة ترجي في الوقت الراهن من جلسات وورش (التنظير) ولا من البحث عن الحلول خارج حدود الوطن، التي ربما لم يستوعب اصحابها بعد التغيرات الهامة في بوصلة (الرغبات والأمزجة) الجديدة التي تشتعل الآن في أوساط الشعب، كإفراز طبيعي للحرب ومآلاتها الصعبة، مايجعلنا نطلق علي هذه الرغبات والأمزجة وصف (المواد الخام) المحلية المهمة في صناعة الحلول (المستقبلية المرجوة) لصالح الوطن والشعب..!!*
*(٢)*
*ولاتفتأ الكثير من الأحاديث والمناقشات والتحليلات في أوساط الرأي العام، يحاول أصحابها الإجابة علي السؤال الخاص (بوجهة) الوطن بعد الحرب وشكل (الحكم) ، فمنهم من يرجح (الديمقراطية التعددية)، ومنهم من يتوقع الحكم (العسكري الشمولي)، وآخرون يرجحون الحكم (المختلط) بين المدنية الحزبية والعسكرية، وطيف آخر يري إمكانية عودة تيار (الإسلاميين)…لكن كل هذه الآحتمالات والتوقعات لم تستصحب (المخاطر) التي (تحف) كل شكل من أشكال الحكم المذكورة..وماإذا كانت الديمقراطية التعددية، سترافقها (الفوضي) التي تفضي للإنقلابات العسكربة..؟!! أو ما إذا كان الحكم العسكري الشمولي قد يواجه (بالمعارضة الحزبية) ثم تولد ثورة شعبية..؟!! أو مايمكن أن يؤدي الحكم المختلط إلي (تنازعات) داخلية بين الطرفين المدني والعسكري..؟!! أما الحديث عن عودة الإسلاميين (كحزب فرد) حاكم، فهذا أصلاً لايقبل به الإسلاميون أنفسهم إلا أن يؤتي بهم عبر الانتخابات الحرة..!!
*(٣)*
*عليه يكون (الرهان) علي شكل (محدد) من أشكال االحكم، ضرب من ضروب (الخيال السياسي) مالم يحدث (إجماع وطني) حول (مؤتمر قومي) شامل للتداول حول القضية بأكملها للوصول (لصيغة) الحكم المناسبة، وحتي وإن اتفق المجتمعون علي صيغة معينة فلن يكتب لها البقاء إن لم تقم علي (ثوابت الأمة) المتمثلة في دين (الأغلبية المسلمة) وقيم وموروثات المجتمع بما يحقق (إرادة) الشعب الحرة فلا(تبعية) للخارج ولا عربدة لأي شكل من أشكال (العمالة)، فهذا هو (التحدي التأربخي) الذي يجب أن يعمل له كل (وطني غيور) بجد واجتهاد عسي ولعلّ هذا الوطن (يشفي) من أمراض السياسة وجراحات الصراع وعدم الإستقرار.. وتلك هي (الثمرة العذبة) التي يجب أن يحين (قطافها)، فلارجعة للوراء حيث التأريخ (الدائر) مابين الديمقراطية التعددية والعسكرية ومايتولد منهما من نهايات مؤلمة…فليت العقل السياسي السوداني يصل بنا إلي بر الأمان..!!*
*سنكتب ونكتب…!!!*