ومازال صوت مهيرة بت عبود تردده الجبال في فضاءات المكان والزمان…
قالت:
يا فرسان ادفروا واحموا واطاتنا
والا ادونا السيوف وهاكم رحاطتنا
وحينها قال أبن عمها وخطيبها وهو الفارس المعروف:
يا فرسان الدواس
نحن نسبتنا عباس
دقوا يا أولاد النحاس
شدو خيلكم يلا للباس.
هكذا وثق التاريخ لأهلنا وهم يقدمون الارواح والدماء في سبيل الأرض والعرض والدين، وان كان المثل يقول
ليس الفتي من يقول كان أبي
إن الفتى من يقول ها أنذا
فقد قالها الأبناء منا وهم يشاركون الآن في ساحات الوغى، منهم من استشهد وهو مقبل غير مدبر، ومنهم من تقدم الصفوف ورفع التمام في نيالا التي عادت قبل يومين إلى حضن الوطن، ومنهم من يقف الآن بشموخ نخيلنا يذود عن فاشر السلطان التي يترصدها البغاة ويتمناها الخونة من قحط عاصمة لدولة ضرار، وإنه لعشم ابليس في الجنة بحول الله.
يا أهلنا في معتمدية مروي وفي معتمدية الدبة وفي معتمدية دنقلا وفي معتمدية حلفا، إن الفاشر تناديكم، وانتم أهل فزعة وهيعة ونعم المستجيبون للنداء، (كيلة تمر) من كل أسرة لن نقص من الايراد بفضل الله، بل ستزيد فيه بتوفيق الله، وسنكسب أجر صلة رحم لأخوة وأهل لنا في فاشر السلطان، وان شاء الله لن تجوع الفاشر طالما لهم أخوة وأرحام في الشمال:
كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن
نتغنى بحسنه أبدا دونه لا يروقنا حسن
حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا شجن
نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن
خير هذي الدماء نبذلها كالفدائي حين يمتحن
بسخاء بجرأة بقوى لا ينئ جهدها ولا تهن
تستهين الخطوب عن جلد تلك تنهال وهي تتزن
انا سوداني انا انا سوداني.
وإلى نخيلنا السامقة في السماء أقول:
يا نخلة فوق القيف تشابي
والرقيص بي تلّة إيد
والنسايم تنتني وتركز تشيل شبّالة أَخَدَر من جريد
يا الديمة ساترة الحال
وبان عرجونا ريقان من بعيد
منك كيلة للأحباب قالت تم،
دا القندولي والبركاوي جمبو تمود
شيلوا الكيلة، حتى إن كان بقت شوال مجكن وواقف عود.
adilassoom@gmail.com
كيلة تمر لي فاشر السلطان عادل عسوم
