جاء في قروب عشاق الصور التاريخية بالفيس بوك :
(( ولد أسطوره الرسم والتلوين ” الرسام الفطري ” موسى قسم السيد كزام المشهور بـ (جحا) فى العام 1931م بأم درمان لأسرة تنتمى لقبيلة الجبلاب وتعمل بحرفة النساجة ومعروفة بولائها الشديد لطائفة أنصار المهدى.
إلتحق جحا – فى الخامسة من عمره –1936م بخلوة مسجد السيد عبد الرحمن المهدى بودنوباوى وتركها بلا رجعة، بعد أن قضى فيها ستة أشهر فقط، بسبب حادثة حركة وقعت قريبا من مكان الخلوة وراح ضحيتها أحد المواطنين.
فى الحادية عشرة من عمره، 1942م إلتحق بمدرسة أم درمان الأهلية وبعد شهرين من إلتحاقه بها، أخرجه أبوه منها، بدعوى أن المدارس تفسد العيال و كان ذلك بإيعاز من بعض الأهل والمعارف، وفى هذه السنة بدأ أولى محاولاته فى الرسم، وكان يذهب وهو فى هذه السن إلى جبال المرخيات، غربى أم درمان، لإحضار حجارة المغر التى كان يستخدمها فى الرسم والتلوين.
بدأ تعلقه الشديد بالسينما التى كان لا يغيب يوما عن مشاهدة عروض أفلامها وفى هذه السنة – وهو فى الرابعة عشرة من عمره 1945م– بدأ يبيع رسومات (البنات السمحات) التى صار دخله منها أفضل من ما يجنيه من عمله بالنساجة التى تركها نهائيا فى هذه السنة و بدأ احترافه المبكر.
فى السادسة عشرة من عمرة، 1947م قام بزيارته الأولى لمصر، بغرض السياحة والترفيه. وأثناءها شارك فى ورشة عمل مع ثلاثة عشر رساما مصريا، حيث أعد فيها رسم بورتريه المطربة (أسمهان) وأنتهت الورشة باجراء مسابقة لأفضل رسم، نال فيها جحا المرتبة الأولى، ولكن تم تزوير النتيجة عند إعلانها بالصحف ليصبح جحا فى المرتبة الثالثة، وأحتج على ذلك صديقيه الممثلان المسرحيان السودانيان، أحمد عاطف وإسماعيل خورشيد، فأعيد نشر الخبر بالنتيجة الحقيقية.
فى السابعة عشرة من عمره، 1948م إنفصل جحا عن السكن مع أهله بحى الهجرة بأم درمان، بسبب عدم وجود مكان فى البيت يسمح له بمزاولة الرسم وانتقل إلى بيت آخر بجوار منزل خاله عبد الله المليح بودنوباوى، حيث قام جحا بتأسيس مرسمه الشهير حيث أنجز أولى رسومات الشخصيات (الامام المهدى، الرئيس الأزهرى) وأولى رسومات (البنات السمحات) وبطلب من شركة حلويات كريكاب التى طبعت منها على صناديق الحلوى، بورتريه (تاجوج) الشهير. وهذه السنة يعتبرها جحا البداية الحقيقية لتجربته الفنية.
فى الثامنة عشرة من عمره، 1949م بدأ رسم اللوحات الكبيرة للقهاوى، التى لعبت دورا كبيرا فى ترويج أعماله التى كانت تعلق على جدرانها. وكان أصحابها يقومون بتسويق اللوحات وبيعها للناس وبعض الشركات.
فى العام م 1956 قام برسم صورة الملك عبد العزيز وتقاضى عليها مبلغا كبيرا من المال.
فى السابعة والعشرين من عمره، 1958م كانت زيارته الأولى للندن، بترتيب من قطب حزب الأمة السيد أمين التوم، للمشاركة فى فيلم الخرطوم الذى أخرجه بازل ديردن (Basil Dearden) ومثل فيه دور الإمام المهدى الممثل لورانس أوليفييه (Laurance Olivier) وكان دور جحا فى هذا الفيلم هو تصميم زى الإمام المهدى و الإشراف على تفصيله وخياطته ومساعدة الممثل لورانس أوليفييه على إرتدائه بطريقة الإمام المهدى، كما قام بدور كومبارس فى هذا الفيلم.
فى الثامنة والعشرين من عمره، 1959م كانت زيارة جحا الثانية لمصر، حيث تعاقد مع شركة الشبراويشى المصرية للعطور لتنفيذ رسم بورتريه السيد على الميرغنى (زعيم طائفة الختمية فى السودان) ثم رسم بنت السودان التى – وبخلاف رسوماته السابقة – أعدها فى هيئة الشكل الكامل لجسم الإنسان. كما أقام فى هذا العام معرضه الثتائى مع الفنانة المصرية تحية توفيق. وفى هذه الفترة: عمل (جحا) كرسام أفيشات باستوديوهات السينما المصرية و تعرف على أم كلثوم و فريد الأطرش واستضافه كل منهما فى بيته، حيث رسم لأم كلثوم صورتها و لفريد الأطرش صورة أخته أسمهان التى سبق أن رسمها عام 1947م فى الورشة المذكورة أعلاه وفاز بالجائزة الأولى لمسابقتها.
فى الثانية والثلاثين من عمره، 1963م عمل لمدة شهربن كمصور بالتليفزيون السودانى وصور خلالهما مؤتمر القمة الأفريقى الذى إنعقد بأديس أبابا وشارك فيه السودان برئاسة الفريق إبراهيم عبود، رئيس حكومة السودان آنذاك.
تم زواجه من قريبته (الخياطة) دار السلام بنت المادح الشهير حاج الماحى، 1969م بعد أن كان أعلن عزوفه عن الزواج نهائيا والاستمرار فى العزوبية بسبب فشل محاولاته – ولأربع مرات – للإقتران بأى واحدة من بنات أعمامه اللاتى رفضنه أمهاتهن لزعمهن بأنه ((مشوطن !)) أى تلبسته الشياطين. وبهذا الزواج الذى حقق به جحا أمنيته الأولى فى الحياة وأنجب 8 أطفال، 6 بنات وهن (هدية وهنادى وهالة وهادية وهبة وهدى) و ولد أسمه (محمود) و(آخر) توفى إلى رحمة مولاه.
1967م فى السادسة والثلاثين من عمره كانت زيارته الأولى للهند بدعوة من صديقه المغنى والممثل السينمائى والرسام (مهندرا شيريس) الذى أقام معه معرضا ثنائيا ناجحا بمدينة نيودلهى، إستغرق عرضه لمدة خمسة وأربعين يوما وشارك فيه جحا بأربعة وخمسين عملا تم بيعها جميعا، بينما شارك صديقه مهندرا بخمسة وخمسين عملا.
فى الثامنة والأربعين من عمره 1979م تحققت الأمنية الثانية لجحا فى الحياة بإمتلاكه لبيت له ولإسرته الصغيرة، قام ببنائه بمدينة أم بدة غربى مدينة أم درمان بمعاونة صديقه فيليب غردون وبعض أصدقائه من السودانيين والخواجات وعاش فيه مع أسرته منذ تاريخه وإلى يوم وفاته.
فى الواحدة والخمسين من عمره 1982م كانت زيارته الثانية للهند بصحبة حاوى وساحر هندى جاء إلى السودان لتقديم بعض العروض. وفى هذه الفترة زاد جحا من حصيلة معارفه فى (السحر) و(الحوى) وفى معرفة النباتات والبساتين و الغابات.
فى الثانية والخمسين من عمره 1983م أقام معرضه الثنائى الأول بالخرطوم مع الفنانة الانجليزية (بيجى داونى).
كانت زيارته الثانية للندن (فى الثالثة والخمسين من عمره) 1984م بدعوة من صديقه (فيليب غردون) الذى إستضافه لمدة شهر، أنجز خلاله جحا رسم صور كل شيوخ الطرق الصوفية المعروفين فى السودان ورسم خيالى لامرأة سودانية مشلخة، بالإضافة إلى حوالى ثلاث رسومات لشخصيات إنجليزية، أعدها جحا بطلب من فيليب، وفى هذه الفترة أقام مع (بيجى داونى) معرضهما الثنائى الثانى.
2000م سجل جحا، وبلسانه إفادات كثيرة عن حياته كإنسان وفنان فى حوار من ثلاث حلقات كاملة وبمعدل صفحتين كاملتين بدون إعلانات ونشر بعنوان: (جحا الصبى النساج الذى غدا أشهر رسامى السودان) على صفحات عدد الثلاثاء المتميز من جريدة الصحافة اليومية وبتواريخ (الثلاثاء 24 أكتوبر 2000م الموافق 26 رجب 1421ه) و(الثلاثاء 31 أكتوبر 2000م الموافق 3 شعبان 1421ه) و(الثلاثاء 7 نوفمبر 2000م الموافق 10 شعبان 1421ه) وعلى التوالى.
* هذا قيض من فيض من المادة التى أعدها الاستاذ علاء الدين الجزولى لكتاب (جحا، أشهر رسامى السودان، وبلسانه) كمثال واحد من مجموعة المخطوطات والوثائق المعدة لكتب ماتزال منذ عام 2000م تبحث عن ناشر، وهى عن رسامى أم درمان الفطريين وضمن سلسلة يقترحها (المؤلف) عن أعلام الفن التشكيلى المعاصر فى السودان )).
خروج اول
نأمل ان تقوم وزارة الثقافة والاعلام والسياحة بنشر مخطوطات الاستاذ علاء الدين الجزولي فهي قيمة وتؤرخ لافذاذ شقوا طريقهم نحو المجد رافعين اسم السودان عاليا ثم قضوا، فحري بنا ان نحتفي بذكراهم العطرة.
خروج أخير
وليت أحد مؤرخينا يوثق لنا للتشكيليين عيون كديس ابن كردفان الذي جمل بريشته اللواري السفرية والاسواق والمطاعم ورسم العديد من البورتريها لأعلام كردفان والسودان عموما وسبق ان كرمت عائلته وزارة الثقافة، وهي مقيمة بمدينة الصفوة بغرب أم درمان.
وكذلك التشكيلي ابوالحسن ابن الجزيرة الذي ملأ الشوارع والمركبات والبيوت بلوحاته الناطقة والمستمدة من البيئة السودانية الثرة بمكوناتها.
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب جحا .. رسام ام درمان المدهش الذي عرضت اعماله في لندن والقاهرة ونيودلهي !!
