34.5 C
Khartoum
الأحد, أكتوبر 12, 2025

. حملة قوات الدفاع المدني لليوم الخامس لمكافحة الأمراض وإصحاح البيئة بمحلية جبل أولياء: نموذجٌ للعمل الصحي المجتمعي المتكامل :- قلم وطني بقلم: خالد المصطفى إعلام قوات الدفاع المدني

إقرأ ايضا

. المقدمة :-
شهدت محلية جبل أولياء في يومها الخامس مشهداً استثنائياً يجسد التعاون المجتمعي في أبهى صوره، مع استمرار حملة مكافحة نواقل الأمراض وإصحاح البيئة. حيث دشن الفريق شرطة / حقوقي دكتور عثمان عطا مصطفى مدير عام قوات الدفاع المدني الحملة بنفسه، وكانت لليوم الخامس بحضور مساعد المدير العام لقوات الدفاع المدني بولاية الخرطوم اللواء شرطة حقوقي يوسف الإمام واللواء شرطة / دكتور المطري أحمد المطري مدير الشؤون الإدارية لقوات الدفاع المدني بولاية الخرطوم.
ما ميز هذا الحدث لم يكن فقط مستوى التنظيم أو حجم المشاركة الرسمية، بل كان التجسيد العملي للشراكة بين الدولة والمجتمع، حيث امتزجت جهود قوات الدفاع المدني مع مشاركة المدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء الأستاذ يوسف الأمين محمد أحمد ومدير شرطة محلية الجبل ومشرف الصحة بالمحلية ومنظمات المجتمع المدني والهلال الأحمر ولجان المقاومة الشعبية ورئيس لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية السيد العميد شرطة / معاش الفاتح تاج الدين ممثل معاشيي قوات الدفاع المدني ومبادرة شباب النهضة بالكلاكلة القبة وطلاب مدارس بالكلاكلة.
وقد لاقت الحملة استحساناً كبيراً من قبل المواطنين وشرائح المجتمع المدني، مما يؤكد أن حماية الصحة العامة ليست مسؤولية مؤسسة بعينها، بل هي شراكة حقيقية تتبارى فيها كل الأيادي.

. فلسفة العمل الصحي المجتمعي: من النظرية إلى التطبيق :-
إن النجاح الذي حققته الحملة في يومها الخامس لا يمكن فهمه بمعزل عن الفلسفة التي تقوم عليها المشاركة المجتمعية في القطاع الصحي. فبحسب منظمة الصحة العالمية، يمثل إشراك المجتمعات المحلية حجر الأساس لبناء مجتمعات قادرة على الصمود وتحقيق العافية الصحية.
وقد أكدت المنظمة في تقاريرها أن المبادرات الصحية التي تشارك فيها المجتمعات المحلية تحقق نسبة نجاح أعلى بنسبة 40% مقارنة بتلك التي تدار بشكل مركزي.
هذا النهج هو ما تجسد عملياً في حملة جبل أولياء، حيث تحولت اللجان المجتمعية من مجرد مشارك إلى شريك استراتيجي في التخطيط والتنفيذ. وتكمن قوة هذه اللجان في كونها جزءاً عضوياً من النسيج الاجتماعي، مما يمكنها من تقييم الاحتياجات الحقيقية ورسم ملامح الخدمات الصحية بشكل يعكس أولويات السكان.
وقد أصبح هذا النهج معياراً للرعاية الصحية المتطورة، التي لم تعد تكتفي بتقديم الخدمة للمواطن، بل تجعله شريكاً في تصميمها وتقييمها

. تفاصيل الحملة: تشابك الجهود الرسمية والمجتمعية في اليوم الخامس :-

– القيادة والتنظيم :-
قاد الفريق شرطة / حقوقي دكتور عثمان عطا مصطفى الحملة بنفسه، مما أعطى المبادرة زخماً تنظيمياً واستراتيجياً كبيراً.
وجاءت مشاركة اللواء شرطة حقوقي يوسف الإمام واللواء شرطة / دكتور المطري أحمد المطري لتعزيز الجانب العملياتي والتنسيق الميداني، مما خلق تكاملاً بين التخطيط والتنفيذ.
هذا النموذج من القيادة المشاركة يخلق بيئة خصبة لنجاح أي مبادرة مجتمعية، وقد تميز اليوم الخامس بمستوى متقدم من التنسيق بين كل القطاعات المشاركة.

– المشاركة المؤسسية المتكاملة :-
مثلت الحملة في يومها الخامس نموذجاً للعمل المؤسسي المتكامل. فبالإضافة إلى القيادة الميدانية لقوات الدفاع المدني، شاركت الجهات الصحية والأمنية بكامل إمكانياتها، مما وفر الغطاء الأمني والصحي اللازم لضمان فعالية الحملة.
كما مثلت مشاركة هيئة الهلال الأحمر السوداني عنصراً حيوياً في تقديم الدعم الإسعافي والخدمات الإنسانية، انطلاقاً من خبرتها الواسعة في الاستجابة للكوارث.
هذا التشابك المؤسسي يضمن توفير الخبرات المتخصصة والموارد لتحقيق الأهداف المرجوة.

– المشاركة المجتمعية: قلب الحملة النابض :-
برزت لجان المقاومة الشعبية ومبادرة شباب النهضة بالكلاكلة القبة وطلاب مدارس بالكلاكلة كأحد أهم أركان الحملة في يومها الخامس.
وقد قامت هذه المكونات بتنظيم فرق العمل التطوعية وتوزيع المهام الميدانية، وأسهمت في الوصول إلى كل شارع وحي، مقدمة التوعية اللازمة للسكان.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن المشاركة المجتمعية تزيد فعالية البرامج الصحية بنسبة 60%.

. اللجان المجتمعية: محرك التغيير الحقيقي :-
إن الدور الذي لعبته لجان المقاومة الشعبية ومبادرة شباب النهضة بالكلاكلة القبة في إنجاح الحملة يتجاوز التنفيذ إلى الإسهام الاستراتيجي في بناء الثقة وتفعيل المشاركة.
فهذه اللجان تمثل “المسعف الصغير” داخل المجتمع، القادر على تشخيص الاحتياجات ونقلها للمؤسسات.
وتأتي أهميتها من كونها تترجم توجهات القيادة السياسية في تفعيل المبادرات المجتمعية وتعزيز النسيج الاجتماعي والتكافل بين المواطنين.

. إصحاح البيئة: خط الدفاع الأول لحماية الصحة العامة :-
لا يمكن فصل نجاح الحملة في مكافحة نواقل الأمراض عن شقها المتعلق بإصحاح البيئة، فالاثنان وجهان لعملة واحدة.
وتظهر الدراسات أن تحسين خدمات الصرف الصحي وإدارة النفايات يقلل من انتشار الأمراض المعدية بنسبة 85%.
وقد استهدفت الحملة نواقل الأمراض من خلال الرش الضبابي، والتوعية، وتنظيف البيئة.
وشارك مشرف الصحة بالمحلية في تقديم الخبرات الفنية، بينما نظمت مبادرة شباب النهضة بالكلاكلة القبة وطلاب مدارس بالكلاكلة فرق التوعية الميدانية، في نموذج متكامل يجسد العلاقة بين الصحة والبيئة.

. الدروس المستفادة وآفاق التطوير :-

– القيادة المحفزة :-
أثبتت الحملة أن نجاح المبادرات يرتبط بمستوى القيادة والدعم من صناع القرار. حضور القيادات العليا لقوات الدفاع المدني أعطى للحملة زخماً تنظيمياً وإعلامياً.

– التكامل المؤسسي :-
نجحت الحملة في خلق نموذج للتكامل بين المؤسسات الرسمية والأهلية، مثل الدفاع المدني، الشرطة، الصحة، الهلال الأحمر، واللجان المجتمعية، مما يؤكد أهمية تجاوز الحواجز المؤسسية.

– التمكين المجتمعي :-
إشراك اللجان المجتمعية في التخطيط والتنفيذ ضاعف من فعالية الحملة وضمان استدامتها، ورسّخ الشعور بالملكية المجتمعية.

– الاستدامة والتواصل :-
التحدي الأكبر هو تحقيق الاستمرارية، بتحويل الحملات من مبادرات موسمية إلى برامج مستدامة تعتمد على التوعية وبناء القدرات المحلية.

– تعميم النموذج :-
يمكن نقل تجربة جبل أولياء إلى بقية محليات الولاية مع مراعاة خصوصية كل منطقة والاستفادة من الدروس المستفادة.

. التكريم وتقدير الجهود :-
شهد اليوم الخامس من الحملة حفل تكريم مميز، حيث تم تكريم الفريق شرطة حقوقي دكتور عثمان عطا مصطفى واللواء شرطة حقوقي يوسف الإمام واللواء شرطة دكتور المطري أحمد المطري من قبل شباب النهضة بالكلاكلة القبة، تقديراً لجهودهم المتميزة في حملة القضاء على نواقل الأمراض.
ويعكس هذا التكريم عمق الشراكة بين المجتمع والمؤسسات الرسمية، ويعد حافزاً لمواصلة المبادرات المجتمعية التي تعزز جودة الحياة والصحة العامة

. الخاتمة: نحو نموذج مستدام للصحة المجتمعية :-
إن حملة قوات الدفاع المدني بمحلية جبل أولياء في يومها الخامس لم تكن مجرد فعالية صحية، بل نموذجاً يحتذى في العمل الصحي المجتمعي المتكامل.
ونتوجه بالشكر والتقدير إلى الفريق شرطة / حقوقي دكتور عثمان عطا مصطفى واللواء شرطة حقوقي يوسف الإمام واللواء شرطة / دكتور المطري أحمد المطري، تقديراً لقيادتهم الحكيمة ودعمهم المستمر، وكذلك الأستاذ يوسف الأمين محمد أحمد المدير التنفيذي للمحلية، ومدير شرطة الجبل، ومشرف الصحة، والهلال الأحمر، ولجان المقاومة، ومبادرة شباب النهضة، وطلاب المدارس، وكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الوطني.
لقد أثبتت هذه التجربة أن الشراكة بين الدولة والمجتمع هي مفتاح النجاح في حماية الصحة العامة، وأن السودان قادر على بناء نموذج مستدام للعمل الصحي المجتمعي القائم على المشاركة، والمسؤولية، والوعي، من أجل وطنٍ أصح وأقوى وأكثر ازدهاراً.

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة