قد يكون من أنعم الحرب التي لايحس بها غالبية الشعب، هي إكتساب هذه الغالبية ميزة (القدرة) علي (الإنفعال) بحركة وأنشطة الحياة العامة و(التفاعل) مع وقعها، مع الإعتقاد بأنها تشمل جملة من (مسببات الحرب)، فالعيون والآذان (لاقطة) والأنوف (تشم) والألسن (تتذوق) والحاسة السادسة (حاضرة) والخيال (خصب)، فغدت هذه الحواس (الماكينة) التي تضج بالحذر والخوف من (الردة) إلي الوراء فتضيع كل تضحيات الشعب ومعاناته في الحرب التي دفعها (ثمناً) لميلاد أمة جديدة (متطهرة) من كل أشكال السيولة والفوضي السياسية وغياب (هيبة الدولة) وإنتهاكات حرمة الوطن المتمثلة في إنعدام ضوابط الهجرة و(الوجود الأجنبي) وتدفقاته المعيبة عبر الحدود المفتوحة، ثم ملاحقات لبؤر (الفساد)، ودعوات متتابعة لتنظيف الخدمة العامة من (مخلفات قحت)، وترصد أخطاء المسؤولين في قيادة الدولة..!!
مايكرسكوب شعبي بعدسات كبيرة، مصوب تجاه كل هموم وقضايا الناس وحركة الحياة، وقد كنا (افتقدنا) هذا المجهر في سنوات مضت، كانت كفيلة بأن (يتراكم ويترسب) فيها كل ماظل (يؤذي) الوطن، ونحن في (غفلة) وحسن نوايا (مدمرة)، ثم يطفو الأذي علي (السطح) ويتمدد و(يستبد) بعد مجئ التغيير المشؤوم، ويكشر عن (انيابه السامة) بعد اندلاع مؤأمرة الحرب..(فعملاء) خرجوا بيننا من (جحورهم) مثلهم مثل عقارب وثعابين (سامة)، وأجندة (مستوردة)، وشراء ذمم و(تجنيس) للأجانب، ضمن مخطط (تجريف) الامة وسرقات لثروات الوطن، وحرب شعواء علي (ثوابت الامة) الدينية والقيمية، وأفكار (فاسدة)، وغير من جملة الأوجاع والأمراض (المستوطنة) تمد رؤوسها اللعينة كشجرة (الزقوم)، وتلون فضاء الوطن بلون (داكن حزين) وخوف من ضياعة وسط (خبث وخبائث) ماسمي بالتغيير، لكن رغم هذا الأذي المندفع، ظلت عناية الله (تترفق) بالأمة، فقد أزالت (الغشاوة) التي تمكنت فينا وزاد الوعي والحذر تجاه مجمل إيقاعات الحياة بمختلف أشكالها..!!
في هذا المنعطف الحرج يرتفع تيرموميتر (الحساسية الوطنية) فيلتقط الشعب كل مايعكر (صفو) حياته و(أمنياته) ويرفع صوته عالياً (محذراً) من أي بوادر لأي (إنتكاسات) أو تلكؤ في فرض متطلبات الارادة الوطنية والإستجابة لنبض الشارع..وتلك هي (مسؤولية) السيادي والحكومة معلقة علي (رقابهم) فكونوا في مقامها وأهل لها..!!
سنكتب ونكتب…!!!


