27.7 C
Khartoum
الإثنين, ديسمبر 23, 2024

سفرالقوافي

إقرأ ايضا

محمد عبدالله يعقوب

متابعات:عبق نيوز

كرومة .. الهلالابي الذي عدل مسيرة الغناء السوداني !!
الفنان كرومة .. هو مطرب سوداني من الذين أسسوا المدرسة الغنائية السودانية ، فقد كان رحمه الله مبدع لايشق له غبار ، والإعلامي المطبوع الأستاذ عوض بابكر صاحب حقيبة الفن في الإذاعة السودانية يعرف عن كرومة ما لايعرفه أحد غيره ، غير أنني بحثت عن السيرة التوثيقية للراحل فآليت على نفسي بأن أقدمها للقارئ الكريم حتى يدرك من أين بدأ فنانا عظيماً والى أين وصل الآن ، مع التزامي بإنتزاع الدرر المخفية من أستاذي عوض بابكر لاحقاً .
وتقول سيرة كروان السودان كرومة الموثقة في موسوعة السودان (سودابيديا ) ” ولد كرومة واسمه الأصلي عبد الكريم عبدالله مختار في عام 1905 م بمدينة أم درمان . وكرومة هو لقب اطلقته عليه أمه بعد إنبهارها بالإستقبال الحاشد الذي أقيم للورد كرومر المندوب السامي البريطاني للسودان في مصر والذي كان في زيارة للسودان عام 1922 . وقد ارادت لابنها أن يشتهر كشهرة كرومر وحرف اللقب كرومر إلى كرومة ليتسق إتيمولوجياً مع الأسماء السودانية.
وينتمي عبد الكريم كرومة من جهة والده إلى أسرة آل شيخ العرب العبادي ، وهي إحدى الأسر المشهورة في أم درمان قديماً والتي ينتمي إليها أيضاً فنان موسيقى الحقيبة السودانية الشهير محمد أحمد سرور . وكان عبدالله مختار والد كرومة يعمل فنياً في إصلاح الساعات وبيعها.
وقد وصفه الشاعر الغنائي السوداني عمر البنا بأنه كان مربوع القامة أقرب للقصر أسمر لون البشرة ممتلئ الجسم في غير ترهل، وسيم الطلعة شديد الشبه بأبيه وكأنه توأمه وكان على خديه شلوخ عريضة، وعُرِفَت عنه أناقته إلى حد المغالاة في ملابسه التي كان يشتريها من الأنواع الغالية بمحلات الملابس بالسوق الأفرنجي في الخرطوم والذي كانت تباع فيه السلع الإنجليزية المستوردة. كذلك عُرف عنه حرصه الشديد على اقتناء العطور الراقية واستخدامها حتى أن محلات «الشبراويشي» المصرية في القاهرة قد اختارت صورته ضمن صور ثلاث شخصيات سودانية بارزة لوضعها على قوارير منتجاتها من العطور المصدرة للسودان والشخصيتين الأخرتين هما السيد عبد الرحمن المهدي زعيم طائفة الأنصار و السيد علي الميرغني زعيم طائفة الختمية كما كانت هنالك أباريق وأكواب في السودان تحمل صورة كرومة.
تلقى كرومة تعليمه الأولي في خلوة الفكي عبدالرحمن بمسقط رأسه لتعلم مباديء الكتابة وحفظ آيات القرآن وبعد بلوغه السن القانونية للتعليم الحكومي العام التحق بمدرسة الهجرة الأولية، ثم نقل إلى مدينة عطبرة لتعلم مهنة النجارة بقسم النجارين التابع لورشة السكة الحديدية هناك، لكنه سرعان ما غادر عطبرة عائداً إلى أم درمان، حيث فتح محلاً لغسيل الملابس وكيّها، كذلك عمل في طلاء جدران المباني لفترة من الزمن قبل أن يتفرغ نهائياً لفن الطرب والغناء وامتهانه.
ويعود عشق كرومة للموسيقى إبان فترة صباه عندما كان يسمع والدته المطربة مستورة بنت عرضو، وهي تؤدي الأغنيات الشعبية. وبدأ تجربة الغناء وهو لم يتجاوز سن الرابعة عشر، وبعد ذلك صار يغني لزملائه في المدرسة. ثم لرفقائه في نادي كرة القدم بعد أداء التمارين الرياضية. فقد كان كرومة لاعباً في نادي الهلال .
وقد تأثر كرومة في بداية ولوجه إلى عالم الموسيقى والغناء بمنشدي المدح والإنشاد الديني في حلقات المديح النبوي بحي السيد المكي بأم درمان الذي كان يقطنه وقد كان من ضمن قراء قصائد المدح النبوي وزعماء الصوفية والمنشدين في جناح طائفة الختمية أثناء احتفالات المولد النبوي في ميدان المولد في أم درمان.
ووفقاً للشاعر مبارك المغربي فقد تميز كرومة بالهدوء والحياء الشديد والسلوك المهذب، وكان يحرص على سماع أغاني الفنانين الرواد الذين سبقوه أمثال محمد أحمد سرور، وعمر البنا، وعلي الشايقي، الذين كانت لهم اسطوانات في مكتبة الإذاعة السودانية و الأمين برهان .
يقول الشاعر العبادي «إن من اوائل الذين زاملوا سرور في فرقته الغنائية الأمين برهان، وفي العام 1926م انضم كرومة إلى الفرقة على يد سرور وكان بعدما استقل فنياً عنه، يقتدي به في حسن الهندام وإحكام الصنعة واتقان الألحان والروايات وتجويدها وحسن سباكتها».
قدم كرومة عدد كبير جداً من الأغنيات وتعامل مع العديد من شعراء الأغنية السودانية ومن بينهم الشاعر سيد عبد العزيز (59 أغنية أشهرها أغنية أنا ما معيون) ومحمد بشير عتيق (25 قصيدة منها قصيدتي ناعس الأجفان وأرجوك يانسيم)، والشاعر أبوصلاح (21 قصيدة منها قصيدة جوهر صدر المحافل) وعمر البنا (20 قصيدة منها زهرة الروض) ، وعبدالرحمن الريح (7 قصائد) وعبيد عبدالرحمن والعبادي وغيرهم.
وإلى جانب أدائه الجيد للغناء كان كرومة يجيد التلحين وقدم فيه أعمالاً نالت شهرة وسط جمهور المستمعين واستحسانهم منها أغنيتي أنا ما معيون، ويا السمحة أم عجن، والتي لحن كلماتهما كرومة على إيقاع راقص مستفيداً من المامه بإيقاعات إنشاد الطريقة الصوفية الإسماعيلية التي تقع زاويتها جوار منزله وكان هذا الإتجاه الإيقاعي بمثابة نقلة نوعية لإغنية الحقيبة من الغناء البطئ الرتيب إلى الغناء الكثير الحركة. وبدت الحان كرومة الجديدة تظهر بوضوح في أغنيات محمد أحمد سرور و عبد الله الماحي و الأمين برهان وعلي الشايقي
وزار كرومة مصر في عام 1929 م برفقة الشاعر عمر البنا، والفنان علي الشايقي، والتوم عبدالجليل، وحدباي، ومحمد الأمين بادي، كما زارها في عام 1931 م مع الشاعر إبراهيم العبادي، والفنانان محمد أحمد سرور، والأمين برهان، ولم يسجل كرومة خلالهما أي عمل غنائي. وفي عام 1939 م زار مصر للمرة الثالثة بصحبة عمر البنا، والأمين برهان وأبو الجود، وسجل خلالها اسطوانات لحساب شركتي اوديون ومشيان بالقاهرة. وحققت اسطوانته دمعة الشوق التي صدرت في عام 1934 نجاحاً في سوق التسجيلات الغنائية.
وتوفي كرومة في 29 يناير 1947 م، بمستشفى أم درمان قسم الباطنية بسبب التهاب في معدته أو ربما نتيجة إلتهاب رئوي حاد كما تذهب بعض الروايات.
خروج اول
قال لي الشاعر الراحل اللواء ابوقرون عبدالله ابوقرون انه في اربعينات القرن الماضي صنعت الصين براد شاي صيني فيه صورة الامام عيدالرحمن المهدي وآخر فيه صورة السيد على الميرغني وثالث يحمل صورة الفنان كرومة ، وطرحت ( البراريد ) في سوق ام درمان وبعد شهر نفد براد كرومة وبقي السيدان في رفوف المحلات التجارية ردحا من الزمن ۔
خروج اخير
ادعموا جيشكم في صمت ولاتنقلوا الترهات التي تنال من عزيمة اسود القوات المسلحة حتى ينظفوا الوطن الحبيب من دنس التمرد ۔۔ فليس كل ما تنشره الميديا حقيقة ۔

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة