بقلم محمد أبوزيد مصطفى
متابعات:عبق نيوز
كثيرٌ من المتبطلين المعاقين فكرياً يتغذون من نفايات الأخبار الكذوب ليصنعوا منها اشاعات يلوثون بها الحمقى والمغفلين، فيتلقفها خفاف العقول وضعاف النفوس، ثم يطيرون بها فرحاً لينالوا من خصومهم المفتعلين زوراً وبهتاناً، ودابهم عادة العجلة وعدم التريث للتثبت من صحة الأنباء والمنقول من ساقط القول.. يتكئون علي الارائك دونما جهد يبذل لانهم مصابون بالكسل المعرفي والعقم الفقهي، ولا يأبهون لقوله تعالي
{ومن يكسب خطيئةً أو اثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً واثماً مبيناً}..
ومما يؤسف له ان بعضاً من الأخيار يُلقي لهم السمع ويهتز ويرتعد من هول الصدمة التي تصيبه بسبب الاعصار الإعلامي الكثيف والملئ بالجراثيم القاتلة.
إن الذين يقتاتون من السمسرة في بضاعة الاكاذيب إنما يأكلون في بطونهم ناراً، لأن حياتهم سوف تتغذي بالريبة والشك، فهم في ريبهم يترددون، وفي أفسادهم يتقلبون.
لذلك يجب الاعتصام بالتثبت من صحة الاخبار والتعاذر، فإن الخطأ في التماس العذر، خيرٌ من الخطأ في الاتهام بالباطل.. {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، إن تصيبوا قوما بجهالة تصبحوا نادمين}
وأثر عن أمير المؤمنين عمر قوله:لأن اخطئ في العفو خيرٌ لي من أن اخطئ في العقوبة.
فالعصبة والكتلة التي تنشأ بالعصبية الفكرية البرامجية دونما حسب أو نسب غالباً ما تكون روابطها هشة اذ يصيبها الوهن من جراء الشبهات التي تصيب الفكرة غير المرعية بالتعهد العلمي المتجدد والمستمر، ويسري بينها داء التشرنق، لأن المتربصين يقعدون لهم بكل صراط يصدونهم عن الجادة ويأتونهم عن إيمانهم وعن شمائلهم ثم يحيطون بهم حتى لا يكادون ينطقون الا بما يتلقونه منهم الي مسامعهم (وفيكم سماعون لهم)
كما للقبيلة نصيبٌ أيضاً في السوق المفتوح تتبضع منه حيث شاءت كما حصل في التاريخ الإنساني ويحصل الآن في بلانا من سرقة القبيلة لقلوبٍ ضعيفة اهتزت وارتجفت وسكرت وانبهرت بزخرف وسراب، (الا في الفتنة سقطوا)
فالمعصوم من عصم الله، والحي لا تؤمن عليه الفتنة..
فالحذر الحذر من سماسرة التلفيق والبيع الحرام.
وانه بعد التحرير لا بد من تنقية الصفوف ودقة الفرز والتمييز (ليميز الله الخبيث من الطيب)
فالوطن لا يحتمل بعد الحرب الا المواطن الصالح، المتحرر من التبعية والقابلية للاستعمار.