قال الشاعر معروف الرصافي في قصيدته التي حفظناها عن ظهر قلب أبان الدراسة بالمدارس الإبتدائية وفي أبيات تدعو الى تعلم الفنون والسمو بها من أجل إنسان متحضر ومتمدن ، ليواكب المتغيرات في المعمورة ،
قال : إن رمت عيشا ناعما ورقيقا .. فأسلك اليه من الفنون طريقا .. وأجعل حياتك غضة بالشعر والتمثيل والتصوير والموسيقى ، والرصافي قصد بكلمة التصوير هنا النحت المجرد لكل شئ ويقال صورهم أي نحت وجوههم مجسمة وكأنها حقيقة ، وفي جميع كليات الفنون الجميلة ، فإن فن النحت يدرس فيها ، وفي العالم العربي والإسلامي العديد من النحاتين المهرة وتشهد أعمالهم التاريخية المنصوبة في ميادين العواصم العربية والإسلامية بإستثناء المملكة العربية السعودية ، ويدرس النحت بجانب فنون الرسم والتلوين والخطوط العربية واللاتينية وتشكيل المنسوجات والتصوير الفوتوغرافي والتصميم الايضاحي والصناعي المشابه للنحت غير أنه للجمادات كالسيارات ، بجانب علم النفس و تاريخ الفنون في العالم والسير الذاتية للفنانين العالميين وأعمالهم المحفوظة في المتاحف .
ولكن ثمة جدل بين شيوخ الإسلام والفنون الجميلة بصورة عامة وفن النحت بصورة خاصة ، ولهم فيه رأي سلبي ، جعل من هذا الفن مواربا وغير مرحب به في باحات وصالونات أثرياء العرب من المتدينين والمتشددين ، وقد وجدت فتوى لأحد شيوخ الحرم المكي الشريف حول النحت يقول فيها : ” لا يجوز لمسلم أن ينحت تمثالاً لشئ من ذوات الأرواح، سواء كان لنفسه أو لغيره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الذين يصعنون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم. رواه مسلم.
ونقل الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم إجماع العلماء على تحريم ذلك، فقال: وأجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره.، وسواء كان التمثال كامل الصورة أو ناقصها إذا كان في الناقص الرأ س، لما رواه الإسماعيلي في معجمه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة. وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة . وروى هذا المعنى أيضاً عن عدد من الصحابة والتابعين، فروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصورة الرأس فإذا قطعت الرأس فليست بصورة. وروى الطحاوي في شرح معاني الآثار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: الصورة الرأس فكل شيء ليس له رأس فليس بصورة. وروى ابن أبي شيبة عن عكرمة قال: إنما الصورة الرأس فإذا قطع فلا بأس. وفي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود: أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل.. الحديث، وفيه : فمُر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة. فدلت هذه الأحاديث والآثار على تحريم نحت أو تصوير ما فيه الرأس من ذوات الأرواح؛ لما جاء فيها من التصريح بدخول الرأس في الصورة المنهي عنها والأمر بقطعها وإزالتها، قال الشيخ الألباني في قوله صلى الله عليه وسلم: فيصير كهيئة الشجرة، هذا نص صريح في أن التغيير الذي يحل به استعمال الصورة، إنما هو الذي يأتي على معالم الصورة فيغيرها، بحيث إنه يجعلها في هيئة أخرى. ويعظم الإثم وتشتد الحرمة ويكبر الوزر إذا علقت هذه التماثيل أو نصبت في أمكنة عامة، لأن ذلك ذريعة إلى تعظيم هذه التماثيل واتخاذها آلهة، كما وقع للمشركين الأولين، فإن أكثر الأصنام كانت في الأصل صوراً منحوتة لأناس صالحين، صورهم ذووهم وأصحابهم بعد موتهم ليتذكروهم ويقتدوا بهم، فلما طال عليهم الأمد وانقرض عصرهم خلفتهم أجيال أخرى غلت في هذه التماثيل فعبدتها من دون الله”.
غير أن عدد من الفنانين التشكيليين السودانيين قد توافقوا مع الطرح الاسلامي قبل سنوات وكونوا مدرسة تشكيلية تتماشى مع المفاهيم الربانية دون الدخول مع الفقهاء في جدل قد يفضي الى ما لايحمد عقباه وأسموها ( مدرسة الواحد) وهو الله عز وجل وتكونت في الخرطوم عام 1989م ومؤسسوها من التشكيليين هم الاساتذة الراحل ابراهيم العوام ، محمد حسين الفكي ،عبد الباسط الخاتم ،احمد حامد العربي ، الراحل البروفيسور أحمد محمد شبرين وكلهم من كبار التشكيليين وعن هذه المدرسة يقول التشكيلي ابراهيم العوام ( ان شعار المدرسة هو ان الواحد الاحد جل وعلا هو البارىء -المعيد – المصور – الخلاق – البديع ) وتهتم مدرسة الواحد بفلسفة الرؤيا وهي فلسفة تدعو لعقد اواصر الحياة التاريخية والدينية والثقافية والاقتصادية كروافد حية تغذي العمل التشكيلي المعاصر جاعلة منه مشروعا لرؤية حضارية شاملة وكما جاء في بيان المدرسة الاساسي بأنه لاقيمة لابداع فني معاصر دون مدلول حضاري فإن مدرسة الواحد ترتبط بالتراث العربي والاسلامي .
قال الشاعر معروف الرصافي في قصيدته التي حفظناها عن ظهر قلب أبان الدراسة بالمدارس الإبتدائية وفي أبيات تدعو الى تعلم الفنون والسمو بها من أجل إنسان متحضر ومتمدن ، ليواكب المتغيرات في المعمورة ،
قال : إن رمت عيشا ناعما ورقيقا .. فأسلك اليه من الفنون طريقا .. وأجعل حياتك غضة بالشعر والتمثيل والتصوير والموسيقى ، والرصافي قصد بكلمة التصوير هنا النحت المجرد لكل شئ ويقال صورهم أي نحت وجوههم مجسمة وكأنها حقيقة ، وفي جميع كليات الفنون الجميلة ، فإن فن النحت يدرس فيها ، وفي العالم العربي والإسلامي العديد من النحاتين المهرة وتشهد أعمالهم التاريخية المنصوبة في ميادين العواصم العربية والإسلامية بإستثناء المملكة العربية السعودية ، ويدرس النحت بجانب فنون الرسم والتلوين والخطوط العربية واللاتينية وتشكيل المنسوجات والتصوير الفوتوغرافي والتصميم الايضاحي والصناعي المشابه للنحت غير أنه للجمادات كالسيارات ، بجانب علم النفس و تاريخ الفنون في العالم والسير الذاتية للفنانين العالميين وأعمالهم المحفوظة في المتاحف .
ولكن ثمة جدل بين شيوخ الإسلام والفنون الجميلة بصورة عامة وفن النحت بصورة خاصة ، ولهم فيه رأي سلبي ، جعل من هذا الفن مواربا وغير مرحب به في باحات وصالونات أثرياء العرب من المتدينين والمتشددين ، وقد وجدت فتوى لأحد شيوخ الحرم المكي الشريف حول النحت يقول فيها : ” لا يجوز لمسلم أن ينحت تمثالاً لشئ من ذوات الأرواح، سواء كان لنفسه أو لغيره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الذين يصعنون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم. رواه مسلم.
ونقل الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم إجماع العلماء على تحريم ذلك، فقال: وأجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره.، وسواء كان التمثال كامل الصورة أو ناقصها إذا كان في الناقص الرأ س، لما رواه الإسماعيلي في معجمه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة. وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة . وروى هذا المعنى أيضاً عن عدد من الصحابة والتابعين، فروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصورة الرأس فإذا قطعت الرأس فليست بصورة. وروى الطحاوي في شرح معاني الآثار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: الصورة الرأس فكل شيء ليس له رأس فليس بصورة. وروى ابن أبي شيبة عن عكرمة قال: إنما الصورة الرأس فإذا قطع فلا بأس. وفي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود: أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل.. الحديث، وفيه : فمُر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة. فدلت هذه الأحاديث والآثار على تحريم نحت أو تصوير ما فيه الرأس من ذوات الأرواح؛ لما جاء فيها من التصريح بدخول الرأس في الصورة المنهي عنها والأمر بقطعها وإزالتها، قال الشيخ الألباني في قوله صلى الله عليه وسلم: فيصير كهيئة الشجرة، هذا نص صريح في أن التغيير الذي يحل به استعمال الصورة، إنما هو الذي يأتي على معالم الصورة فيغيرها، بحيث إنه يجعلها في هيئة أخرى. ويعظم الإثم وتشتد الحرمة ويكبر الوزر إذا علقت هذه التماثيل أو نصبت في أمكنة عامة، لأن ذلك ذريعة إلى تعظيم هذه التماثيل واتخاذها آلهة، كما وقع للمشركين الأولين، فإن أكثر الأصنام كانت في الأصل صوراً منحوتة لأناس صالحين، صورهم ذووهم وأصحابهم بعد موتهم ليتذكروهم ويقتدوا بهم، فلما طال عليهم الأمد وانقرض عصرهم خلفتهم أجيال أخرى غلت في هذه التماثيل فعبدتها من دون الله”.
غير أن عدد من الفنانين التشكيليين السودانيين قد توافقوا مع الطرح الاسلامي قبل سنوات وكونوا مدرسة تشكيلية تتماشى مع المفاهيم الربانية دون الدخول مع الفقهاء في جدل قد يفضي الى ما لايحمد عقباه وأسموها ( مدرسة الواحد) وهو الله عز وجل وتكونت في الخرطوم عام 1989م ومؤسسوها من التشكيليين هم الاساتذة الراحل ابراهيم العوام ، محمد حسين الفكي ،عبد الباسط الخاتم ،احمد حامد العربي ، الراحل البروفيسور أحمد محمد شبرين وكلهم من كبار التشكيليين وعن هذه المدرسة يقول التشكيلي ابراهيم العوام ( ان شعار المدرسة هو ان الواحد الاحد جل وعلا هو البارىء -المعيد – المصور – الخلاق – البديع ) وتهتم مدرسة الواحد بفلسفة الرؤيا وهي فلسفة تدعو لعقد اواصر الحياة التاريخية والدينية والثقافية والاقتصادية كروافد حية تغذي العمل التشكيلي المعاصر جاعلة منه مشروعا لرؤية حضارية شاملة وكما جاء في بيان المدرسة الاساسي بأنه لاقيمة لابداع فني معاصر دون مدلول حضاري فإن مدرسة الواحد ترتبط بالتراث العربي والاسلامي .
سفر سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب فن النحت وعلماء الإسلام ۔۔ جدل مستمر
