سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
هل ينجح اليساريون في حكم السودان الجديد ؟!!
عقب إنتصار ثورة ديسمبر الظافرة 2019م والتي أطاحت بالإسلام السياسي من سدة الحكم في البلاد ، تمترس عدد من فقهاء الإسلام في خندق الدفاع عن العقيدة الإسلامية أمام المد الشيوعي الإلحادي القادم لحكم البلاد( الحرية والتغير / قحت / تقدم) – بحسب ما صرحوا به وبحسب تغيير اسمها او جلدها المستمر ، وفعلوا كل ما في وسعهم لتشويه عدد من الكيانات المكونة لقوى إعلان الحرية والتغيير من المواعين اليسارية ( البعث ، الناصري ، السودلي نهاية بالشيوعي ) حتى حزب الأمة الطائفي الذي كان في جوارهم ، وهي التي شاركت في إنجاح الثورة وهي التي كانت تتفاوض مع باقي المكونات تحت مظلة – الحرية والتغيير – من أجل تشكيل الحكومة المدنية التي طال إنتظارها آنذاك بزعامة حمدوك الفاشل لاحقا .
وبناء على ماتقدم ظللت لأيام أبحث بعمق عن ماهية الأحزاب اليسارية في العالم والشيوعية – المرعبة – على وجه التحديد وهي التي كادت أن تصيب الدكتور عبد الحي يوسف بالجنون وهو يتقدم المسيرات الهادرة طوال ذلك العام لكسر شوكتها بكل أسلحته الشرعية والتحذيرية ، رغم ان عقلي الباطن مازال يحتفظ بمقولة جدتي الراحلة – رحمها الله – وهي تصيح خلف أبي طيب الله ثراه وهو يوقظنا باكرا لأداء صلاة الصبح معضدة ما يقول به بقولها ( قوموا صلوا يا شيوعيين يا كفار والله نار جهنم راجياكم تمشوا منها وين ) ، فطبعت الشيوعية في رؤوسنا آنذك بأنها الطريق الأوحد الى نار جنهم ۔
وبذا فهذه شذرات من رأي الفقهاء ورأي مفكر غربي يحلل المفاهيم الماركسية بإقتضاب :
(2)
يقول علماء الإسلام – في إتفاق شبه تام – أن الشيوعية مذهب فكري يقوم على الإلحاد ، وأن المادة هي أساس كل شيء ، ويفسر التاريخ بصراع الطبقات ، وبالعامل الاقتصادي ، وأن أهم الأفكار والمعتقدات الشيوعية هي إنكار وجود الله تعالى وكل الغيبيات ، والقول بأن المادة هي أساس كل شيء ، وفسروا تاريخ البشرية بالصراع بين البرجوازية ، والبروليتاريا ، ( الرأسماليين والفقراء ) ، وينتهي هذا الصراع بدكتاتورية البروليتاريا ، كما أنهم يحاربون الأديان ، ويعتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب ، وخادماً للرأسمالية والإمبريالية والاستغلال . ويحاربون الملكية الفردية ، ويقولون بشيوعية الأموال وإلغاء الوراثة . وإن كل تغيير في العالم في نظرهم إنما هو نتيجة حتمية لتغيّر وسائل الإنتاج ، وإن الفكر والحضارة والثقافة هي وليدة التطور الاقتصادي . ويقولون بأن الأخلاق نسبية ، وهي انعكاس لآلة الإنتاج . ويؤكدون بأنه لا آخرة ولا عقاب ولا ثواب في غير هذه الحياة الدنيا . والغاية عندهم تبرر الوسيلة حتى انهارت في معاقلها بعد قرابة السبعين عاماً من قيام الحكم الشيوعي بإنهيار الإتحاد السوفياتي معقلها الأساسي .
(3)
فيما يتساءل مفكر غربي بقوله : ولكن كيف تنظر الشيوعية للأديان ؟ ثم يجيب : يرى الشيوعيون الأديان بأنها نتاج تطور المجتمعات و لا يمكن تجاهلها لكن يعتقدون أنها تتلاشى مع مرور الزمن في مراحل لاحقة ولكنهم يحاربون منها كل ما يدعو لاستعباد الإنسان أو يتعارض مع العدالة الاجتماعية، وعلى سبيل الذكر ففي كتاب العهد القديم (التوراة) إذا قام بناء بتشييد جدار لشخص ما و انهار الجدار و قتل ابنة صاحب الجدار فيقتلون ابنة من بنى الجدار و هذا مرفوض كلياً في الماركسية أن يعاقب شخص لعمل غيره و تتيح التوراة أنه يمكن شراء الإنسان كعبد و إذا كان العبد يهودي و تحترم الشيوعية كل ما من شأنه ترسيخ العدالة الاجتماعية و إلغاء العبودية و التمييز .
والفلسفة الماركسية تعرف بأنها بعد أن وضع كارل ماركس وفريديريك انغلز، كتاب البيان الشيوعي، سنة 1848، ابتدأ العالم يدرك كلمة الماركسية ولكنها لم تكن بعد قد تبلورت. أصبح ذلك من الممكن سنة 1917 مع ثورة البلاشفة في روسيا. ومن ثَمّ، أصبحت الماركسية، ونخص منها الماركسية – اللينينية – اتجاهاً سياسياً عالمياً يسعى إلى إرسائه الى جزء من الدول المساندة لهذه الإيديولوجيا، ومن الجانب الآخر تسعى الدول الرأسمالية إلى تدميرها باعتبارها عدوّاً رئيسيّاً لها.
والفلسفة الماركسية لم تكن اختراعاً بل كانت دمجاً بين مادية فيورباخ وجدلية هيجل ، وتعتمد الفلسفة الماركسية على ثلاثة قوانين رئيسية، هي قانون نفي النفي ووحدة صراع المتناقضات وتحول الكم إلى كيف ، وسميت بالفلسفة الدياليكتيكية أو المادية الجدلية، وقد زعم الفلاسفة الشيوعيين أن قوانين الدياليكتيك تنطبق على كافة علوم الأرض، بينما لم ينف ذلك الفلاسفة والاساتذة الأوروبيين بل قالوا إنها لا تنطبق على العلوم الدقيقة، علماً بأن انفجار القنبلة الهيدروجينية مثلاً يتم في وحدة صراع المتناقضات، وعند التسخين يتم التحول الكمي إلى كيفي ليتم خلق الهيليوم بعملية نفي النفي، ومن خلال تطبيق قوانين الدياليكتيك على التطور التاريخي نتج ما يسمى ب ( المادية التاريخية ) وهي ناتج دراسة التطور التاريخي بالمنطق الدياليكتيكي ويعتبر كتاب المادية التاريخية الذي كتبه ستالين من أهم كتب الدراسة التاريخية في الماركسية، وسبقه أنجلز في أهم كتاب حول علوم الاجتماع وفق المنطق الجدلي وهو كتاب أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة ومن ما يؤخذ على الفلسفة الماركسية أنها تدعي بأولوية المادة حيث ان الفكر الماركسي يعتقد ان البناء الفوقي للمجتمع هو ناتج البناء التحتي للمجتمع.
أما قوانين الجدلية فإنها تقسم الفلسفة الماركسية على ثلاث قوانين رئيسية للجدلية (الديالكتيك)، هي قانون نفي النفي ووحدة صراع المتناقضات وتحول الكم إلى كيف.
وقانون نفي النفي وهي من أحدى قوانين الفلسفة الماركسية الثلاثة وأحد أسس المنطق الجدلي حيث لا يوجد شيء مادي باقي بل الحياة في تطور دائم فكل شيء للزوال لا يدوم سوى المادة التي لا تفنى حسب نظرية لافوازية، و من الجدير ذكره أن خصوم الماركسية والذين يطلق عليهم اسم الفلاسفة الموضوعيين يعتبرون أن المادة انعكاس للوعي وهي في دماغ الإنسان فقط حيث لا يوجد مادة بالمعنى الملموس و قاعدة نفي النفي هي مكملة لباقي قوانين الجدل حيث أن الصراع أو التفاعل يؤدي للنفي والقاعدة تفاعل مادتين قد تخلق مادة جديدة أو مادتين جديدتين وقد تبقى بقايا للمواد الداخلة في التفاعل لكنها تبقى تحت مبدأ الشاذ الذي لا ينفي القاعدة. وفي صراع المتناقضات يقضي التفكير الجدلي بأن المتناقضات التي تؤثر في بعضها تكون في دائرة واحدة وبأن المتناقضات تكون في وحدة واحدة خروج أول
رغم كل هذا الجدل غير المفهوم إطلاقا أعلاه ، تبقى الشيوعية بتعريفها السابق معادية للديانات السماوية تماما وكل حزب يدور في فلكها هو سائر في الإتحاه الخطأ غير المؤدي الى نعيم الله عز وجل يوم ( لاينفع مال ولابنون ) بحسب رأيي الشخصي ۔
خروج أخير
يحيرني التزوج المضحك بين الاحزاب اليسارية ومليشا الجنجويد لكسب المعركة الدائرة الآن في بلادنا لتشكيل حكومة علمانية يحرسها شباب حميدتي الذين لايسمح لأحدهم ان يمد يديه ل( قدح العصيدة ) في قريته اذا لم يقم الصلاة ۔ وذلك قبل ان يجلب لهم محمد بن زايد حبوب الهلوسة كيفا ومتعة ۔
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب هل ينجح اليساريون في حكم السودان الجديد ؟!!
