38.7 C
Khartoum
الأحد, يونيو 8, 2025

سفر القوافي ..محمد عبدالله يعقوب : شوارع الخرطوم وعودة اذاعات ال ( FM ) !!

إقرأ ايضا

متابعات:عبق_نيوز

قبل الحرب بشهرين سألني ابني الصغير (عبدالله ) ذو السنوات الإثني عشر بقوله : ( يا ابوي انت بتجي من الشغل كل يوم باليل وأنا بكون نمت ، ما تشتغل مع ناس الرادي من هنا وأضرب ليهم تلفون واتكلم وخلاص ). في البداية ضحكت ولكنني أكبرت في هذا الصغير فهمه العميق للأشياء وهو الآن قارب الرابعة عشر عمرا، فمن خلال جلوسه بقربى لعامين ماضيين بعد أن عرف كنه الراديو والتلفاز وغيرها من أجهزة الميديا ، لخص هذا الصغير عمل إذاعات (الاف ام ) في الاتصالات الهاتفية فكل برامجها تقريباً تعمل على رفع أرباح شركات الهاتف النقال في السودان وحدث هذا بعد أن افلحت اذاعات السلام الموجهة واذاعة الخرطوم والقوات المسلحة في استقطاب الناس في الفيافي والارياف للتفاعل معها ومعلوم أن السوداني لايأتي بفكرة أبداً ولكنه يرى جاره ، ما أن يطبق فكرة ( مسروقة ) أيضاً يقوم هو بتطبيقها بحذافيرها ، واليكم الدليل ففي الاسواق تكون البقالات عشرة في صف واحد والصيدليات خمس في خمسين متراً فقط وكذلك الحلوانية والجزارات والمخابز والميكانيكية والحدادين حتى ذوي المعرفة والدراية من المحامين والاطباء يتكدسون في المكان الذي نجح فيه زميلهم الاول أو ( المؤسس) وكذلك الصحف ووسائل المواصلات .
غير أن الاذاعة يجب أن تكون ذات شخصية متفردة لا أن تكون ( محاكاة ) او ( حاكو حاكو ) كما تقول الحبوبات في الخمسينيات من القرن الماضي ، وأيضاً المستمع الذي ليس لديه رصيد أو شبكة او تلفون في الاساس سيكون ناغماً على مواطنه الذي يبرطع بكلام عن الحلة التي ولد فيها هو ( علي كيف كيفو ) ودون تدخل من المذيع او المذيعة ( تحت التدريب) فإن المستمع سيقول ( والله دي اذاعة كلام فارغ حتى فلان السجمان نضم فيها نص ساعة ) ..! وما أكثر ( السجمانين ) في هذا البلد ( وآخرهم ال دقلو ) والمال وحده هو الذي يتحدث انابة عنهم .
والآن جيشنا العظيم على مشارف رفع التمام للشعب السوداني بخلو عاصمته الخرطوم من المليشيا تماما ۔ وبعده ستنطلق منها عشرات محطات ال ( FM ) من جديد كما في السابق ونآمل ان تكون كل واحدة منها ذات شخصية مستقلة ۔
خروج اول
زاد التخلص من مياه الصرف والغسيل على الطرقات من قبل عمال المطاعم والكافتريات المطلة على الشوارع ، زاد من تفاقم الأزمة القائمة اصلاً في ولاية الخرطوم – قبل الحرب وبعدها – بظاهرة التشوه البصري ، فبعد ان غمرت المياه حواف الطرقات في الخريف الفائت وتأصلت حفرها ومطباتها ، فإن معظم شوارع العاصمة الخرطوم الداخلية التي تمت سفلتتها في السابق وربطت الأحياء بالمحليات ، أضحت في معظمها تحتاج إلى صيانة عاجلة ، بعد أن عمد أصحاب المطاعم الى (دلق) مياه غسيل الأواني والأيدي في (الظلط) مباشرة – شارع صابرين الاسكان ظلط نموذجا – ، وأدى تكرار سكب مياه المجاري بإستمرار إلى نشوء الحفر علاوة على تراكم الأتربة التي غطت نصف الشوارع الكبيرة من الجهتين وكذلك بعض شوارع محليات أمبدة ، أم درمان ، بحري، كرري ، وفي محلية جبل الأولياء فقد خرب الدعامة الطرق من أطرافها ۔
كما ان عمال تنظيف الشوارع يعملون بالشوارع الكبيرة ، بشارع أو شارعين بأم درمان وكرري وبحري فقط في السابق ، وباقي شوارع المحليات ذات الكثافة السكانية العالية كانت تنال ( فقط ) حظ رفع النفايات الخفيفة وليس الأتربة والآن ( قدر ظروفك) بعد ان ( جاطت المليشيا ) كل شئ في ولاية الخرطوم .
وعبّر العديد من المواطنين بالقول إن أصحاب المطاعم وسلطات الطرق بالمحليات يعملون بتناسب عكسي مما ينتج عنه الاخلال ببيئة الطرق بالولاية ، الأولى بتبنيها التخلُّص من مياه مجاريها على (الأسفلت) والثانية بالتقاعس عن إزالة الأتربة واتخاذ إجراءات صارمة تجاه كل ممارسي الأنشطة التجارية المحازية للطرق المسفلتة في حال تعمدهم التشويه فإنهم يعملون دون اتفاق في محاربة خفية لخطة والي الخرطوم احمد عثمان حمزة الرامية لبناء عاصمة مقبولة شكلا ومضمونا ۔
خروج أخير
على سلطات المحليات إستصدار قرار محلي يقضي بتغريم وسجن كل صاحب مطعم أوكافتيريا يقوم عماله بدلق مياه غسيل الأواني والأيدي أمام محله إن كان مواجها للطريق العام أو في داخل الحارات والمربعات بجميع المحليات شريطة أن تكون الغرامة عالية والجلد مبرح ۔

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة