35.5 C
Khartoum
السبت, يونيو 7, 2025

سفر القوافي محمد عبداالله يعقوب أتى العيد ۔۔ فمن لصحفيي خطوط النار في خرطوم الصمود الكبير !!

إقرأ ايضا

لقد آذن آذان عيد الأضحى بطلوع حجاج بيت الله الحرام في جبل عرفات ( جبل الرحمة ) ليغسل الله ذنوبهم ويعودوا الى دياراهم كما ولدتهم أمهاتهم بعد حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور بإذن الله تبارك وتعالى
ونحن في خرطومنا المكتوية بنيران الحرب المفروضة علينا نعاني من شظف العيش وتوالي الأزمات الإقتصادية والصحية والخدمية دون ان نكل او نمل ، ممسكين بجمر قضيتنا الكبرى وهي تحرير كل شبر من بلادنا من دنس التمرد الذي شوه كل ما كان جميلا فيها حتى نفوس سكانها الأبرياء۔
أتى لعيد ( الكبير ) ، ويتحلق الأطفال داخل الحي الصغير أو القرية ويبدأون في الصياح كبيرهم وصغيرهم دون أن يزجرهم أحد من الكبار وفي صوت واحد وبصورة رتيبة ومكررة تدخل في آذان الكبار حلوة يقابلونها بالبسمات والنظرات الدائمة الساذجة إليهم «يا سعيد زح بعيد الليلة الوقفة وبكرة العيد»،
وتمضي السنوات وتمر السبعينيات والثمانينيات حتى مطلع الألفية الثالثة ثم نيف وثلاثين عاماً بعدها.. لا كالكواكب التي رآها سيدنا يوسف في حلمه الأحد عشر وهو يقص رؤياه لوالده نبي الله يعقوب بل هي سنوات فاق «دلها» حدة سنوات العزيز السبع التي جعل قمحها بمشورة يوسف باقياً في سنابله.
ولكن جل أفراد الشعب السوداني ونحن نستشرف ونستبق عيد الأضحى المبارك بساعات وايس اياما ، لا قمح لهم في الأساس ليجعلونه باقياً في سنابله.
وتبقت ساعات للعيد (السعيد) حسب موروثة الأطفال التي تقافز بها جدي الأول في هذه الأرض التي هي لنا بحسب قصيدة الشاعر الأعظم أحمد محمد صالح التي أصبحت سلاماً جمهورياً للسودان الشمالي فقط بعد أن فقد العديد من نعوته «بلد المليون ميل مربع»، «السودان الواحد الموحد»، «من حلفا إلى نمولي»، و«أنا وأخوي ملوال».. فقد مضى ملوال إلى غير رجعة والآن يناصبنا العداء ويدون بيوتنا بالراجمات بعد ان اصبح مرتزقا للجنجويد .
غير أن أسعار المواشي في الزرائب والتحمعات ( الخرفانية ) وايضا بحوانيت الاسواق ودكاكينها الكبيرة وال(فريشته) لا تبشر بأن عيداً سعيداً سيمر على ملايين الأطفال بالسودان هذا العام بعد أن صام الناس وأفطروا على (بصلة) حقيقة لأن البصل كان أرخص ما في سوق الخردوات ولكنه إستأسد في عامنا هذا ثم هبط .
فإن الذي لديه سبعة من الأبناء عليه أن يطيل السجود والركوع والدعاء عسى الله أن يسعفه بصيام يوم عرفة فتفك ضائقته ويجد ما يبتاع لهم به بهيمة من الانعام وبض الكيلو جرامات منىاللحم البقري وليس الضأن و أحذية وبناطلين وقمصان وللحلوات فساتين وشباطة وأربطة شعر و(كريم فرد) وللزوجات اللائي تفوقن على الأسعار بابتكار أكلات ما أنزل الله بها من سلطان وقسمن حتى ربع الكليو إلى قسمين، يبتاع لهن ثوب بوليستر وجلابية وشحاط إذا لا سبيل لـ(للنالة) التي سرقها آل دقلو ودمروا جوهرتها في مدينة بحري الحبيبة وحملوا ثيابها وغيرها من المحلات ذات الأبواب الستة لإسترضاء فاتنتهم أم قرون التي خلعت ( لباسها ) امامهم واقسمت انها لن ترديه مالم يحتل الدعم السريع الفاشر خلال اسبوع ولعلها ستظل عارية الى ان يرث الله الارض وما عليها .
أحد أصدقائي قال لي نحن الشعب لنا أجر عظيم قبل كل شعوب الأرض فسألته لماذا؟ فقال لي إن بني إسرائيل زعزعهم ربهم و(طشوا) في الأرض أربعين سنة لأنهم رفضوا الانصياع لنبيه وما زالوا (طاشين)، أما نحن فنصلي ونصوم ونعبد الله ولم يترك لنا الفقر شيئاً، نتزكى به وبقينا في الفقر نيفاً وثلاثين سنة والله قال في كتابه (وما ربك بظلام للعبيد) فبعد هذا الحصار الذي سجنت فيه حكومتنا الانقاذية السابقة نفسها بزعامة البشيرالمسحون فسجنا معها دون ذنب!! ، ومن ثم حكومة آل قحت لمؤسسها حمدوك الفاشل ومن ثم ثورة البرهان وحميدتي معا ، ومن بعدها طامانا الكبرى المتمثلة في حربنا مع الجنجويد مازلنا ننتظر أجراً عظيماً من الله عز وجل .
قلت له إن ما يهم في الأمر لك أربعة صبية وفتاتين ولم أرك طوال أيام رمضان تقوم بدهان حائط واحد وأنت «نقاش درجة أولى» فماذا تفعل في ملابس العيد وخروفه او على الأقل شئ من اللحم والأطفال لا يعذرون أحداً؟
فقال : كنت أتهجد منذ ان حل شهر ذي الحجة ، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والحمد لله رب العالمين.
وما زلت أسأل: ماذا فعل (سعيد) الذي ظل اطفالنا يهتفون ضده منذ الأزل ب( يا سعيد زح بعيد الليلة الوقفة وبكرة العيد ) فمن هو سعيد أصلاً؟!
خروج اخير
انه حقا عيد عريب ، ونسأل الله الا يؤآخذنا بذنوبنا ، فليس لدينا اي شئ ونحن نستقبل العيد الكبير ، وحتى برهاننا لم يلتفت الى ان بالخرطوم عدد من الصحفيين لم يغادروها واضحوا سندا لواليها الهمام احمد عثمان حمذة حتى طهرها الحبش من مليشيا آل دقلو ، ولكن القائد البرهان جاد على زملائنا بالعاصمة الإدارية بورتسوان ولم يتذكر صحفيي خطوط النار ۔ وكل عام وانتم بخير ۔

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة