– في ظل التحديات التي تواجهها ولاية الخرطوم، تبرز مبادرة الهيئة الشعبية الوطنية لدعم العودة الطوعية كمنارة أمل تعيد إحياء روح الاعمار والاستقرار. لهذه المبادرة ليست مجرد دعوة للبناء المادي، بل هي صرخة وطنية تلملم الشمل وتوحد الصفوف، لأن إعمار الخرطوم يعني إعمار السودان كله. فكيف نصنع فرقاً؟ وكيف نستقطب كل الطاقات لتنهض هذه المبادرة؟ إنها لحظة تاريخية تتطلب وقفة صادقة من كل ابنٍ لهذا الوطن، حيث تتحول الكلمات إلى فعل، والأمنيات إلى واقع ملموس، والخُطط إلى مشاريع تنبض بالحياة.
– في لحظة كهذه، لا يمكن للضمير الوطني أن يظل متفرجاً. إنها ساعة الحقيقة التي يُقاس بها الإخلاص، وتُقاس بها صدقية الشعارات التي لطالما ترددت في المحافل. الخرطوم تنادينا اليوم بلهجة مبحوحة، ملأى بالحزن والتحدي، تطلب منّا أن نعيد لها البهاء الذي سُلب، والروح التي كادت أن تنطفئ. وها هي المبادرة تأتي، لا كنداء عابر، بل كطوق نجاة لكل الحالمين بوطنٍ يستعيد عافيته.
• رؤية المبادرة:- عودة طوعية.. وإعمار شامل:-
– المبادرة ترتكز على تعزيز العودة الآمنة الطوعية للنازحين والمتأثرين، وتوفير سبل العيش الكريم، وإعادة تأهيل البنية التحتية. لكنها لن تنجح إلا بمشاركة كل السودان، من أقصاه إلى أقصاه، حكومة وشعباً، رجال أعمال ومثقفين، شباباً وشيوخاً، كل حسب طاقته وإمكاناته. إنها مسؤولية جماعية تُقاس بها درجة انتمائنا لأرضنا، وتُختبر فيها قوة تلاحمنا كشعبٍ واحد. فالخرطوم ليست حجراً فقط، بل ذاكرة الأمة وقلبها النابض، وإهمال جراحها يعني نزيفاً في جسد الوطن كله.
– رؤية المبادرة تتجاوز الجدران والإسمنت، إنها رؤية إنسانية وأخلاقية بالأساس، تحفز الروح قبل الجسد، وتستنفر القلوب قبل الجيوب. لأن عودة الناس ليست مجرد حركة فيزيائية نحو الديار، بل هي عودة للكرامة، للطمأنينة، للمعنى الحقيقي للانتماء. من دون ذلك، فإن المدن تصبح خرائب، والمباني بلا روح، والنسيج الاجتماعي هشًّا مهدداً.
• كيف نستقطب رجال الأعمال والشركات في كل الولايات:-
– لن يكون البناء ممكناً دون وقفة جادة من رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمصانع في كل ولاية. ندعوهم إلى:-
– التبرع بالمبالغ المالية أو المواد الإنشائية لدعم إعادة الإعمار.
– تبني مشاريع تنموية في الخرطوم، من مدارس ومستشفيات وطرق.
– تشغيل الأيدي العاملة من العائدين لتحفيز الاقتصاد المحلي.
– ولابد من عقد لقاءات تنسيقية في كل ولاية، بدءاً من ولاية البحر الأحمر إلى ولاية سنار، مروراً بولاية الجزيرة وولاية شمال دارفور وولاية كسلا وولاية النيل الأبيض وولاية القضارف وولاية جنوب دارفور وولاية شمال كردفان وولاية غرب دارفور وولاية وسط دارفور وولاية شرق دارفور وولاية النيل الأزرق وولاية نهر النيل وولاية كردفان الكبرى، وغيرها. هذه اللقاءات يجب أن تتحول إلى خلايا عمل دائمة، تُصمم فيها آليات التمويل الذكي، وتُوزع فيها الأدوار بتناغم، وتُبنى فيها شراكات تجمع بين القطاع الخاص والجهود الشعبية.
– من خلال هذه اللقاءات، يمكن رسم خارطة طريق وطنية لإعادة الإعمار، قائمة على تبادل المعرفة والموارد والخبرات. فكل ولاية تحمل في طياتها قصص نجاح، وكل شركة تملك إمكانيات يمكن تسخيرها. المطلوب فقط هو الإرادة، والنية الخالصة، والرؤية الشاملة التي توحد الهدف.
• دور الولاة: قيادة التحرك الشعبي:-
– على كل والٍي أن يقف في صف هذه المبادرة، ويطلق حملات توعوية في ولايته، ويشكل لجاناً محلية لاسنادها ولجمع التبرعات وتقوم بالعمل الميداني في للتفويج لتشرف عليها الرعاية الاجتماعية وتنسيق الجهود. الخرطوم تحتاج كل السودان، وكل ولاية عليها أن تساهم بقدر استطاعتها. يجب أن يكون مكتب كل والي مركز إشعاع ومع لجان الاسناد النازحين ودعمهم لهذه المبادرة، ينسق مع التجار المحليين، ويحفز الشباب، ويوفر البيانات اللازمة لضمان وصول الدعم إلى حيث يجب. إنها مسؤولية لا تقبل التأجيل أو التهاون، فدماء السودانيين وأرواحهم تستحق منا كل جهد.
– الولاة ليسوا إداريين فقط، بل قادة رأي ورموز محلية، ومطلوب منهم أن يكونوا في مقدمة الصفوف. إن تحركهم الميداني مع لجان اسناد النازحين ومع هذه المبادرة وتواصلهم مع القواعد الشعبية سيمنح المبادرة زخماً أكبر ويحولها من فكرة إلى واقع ملموس في كل حي وزقاق.
• الشباب والتجار والفنانون.. صوت واحد لهدف واحد:-
الشباب يمكنهم التطوع في فرق الإغاثة والبناء، وتحويل طاقاتهم إلى قوة دافعة لإحياء الأحياء.
– التجار:- يستطيعون توفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة، وفتح قنوات توزيع ذكية تضمن وصول المساعدات.
– الفنانون والمسرحيون:- عليهم رفع الوعي عبر الأعمال الفنية والغنائية، فالفن سلاحٌ يُحيي الهمم ويوقد الجذوة.
– المثقفون والأدباء والشعراء:-
يجب أن يسلطوا الضوء على قيم التضامن الوطني، ويكتبوا قصيدة الخرطوم الجديدة بحبر الوحدة. إنَّ هذه الفئات هي العمود الفقري للحراك المجتمعي، ومتى ما توحَّدت رسائلهم وتقاطعت أهدافهم، تحوّلت المبادرة إلى ملحمة حقيقية. في الفن نبض، وفي التجارة وعي، وفي الشباب طاقة، وفي الأدب ضمير. فلنُسخّرها جميعاً لهذا الهدف المقدس.
• العلماء والأوقاف والزكاة.. دور إيماني وإنساني:-
– ندعو هيئة الأوقاف وديوان الزكاة وعلماء المساجد إلى حث الشعب السوداني في الاحياء على المساهمة في هذه المبادرة، سواء عبر الزكاة أو الصدقات أو الدعاء. كما نطالب وزارة الصحة الاتحادية ووزارات الصحة الولائية بتوفير الرعاية الصحية للعائدين، وإنشاء عيادات متنقلة، وتأمين الأدوية. يجب أن تتحول منابر المساجد إلى منصات تحفيزية، تُذكر بفضل إعمار الأرض، وتُذكي روح التطوع في القلوب.
– الدين في السودان ليس طقوساً فردية، بل روح مجتمعية. ومن هنا، فإن إشراك المؤسسات الدينية يضفي بعداً وجدانياً للمبادرة، ويجعلها جزءاً من عقيدة الناس، لا مجرد مشروع خدمي. الخطبة والدرس والدعاء كلُّها أدوات تعبئة.
• وقفة قوية من القيادة.. البرهان ورئيس الوزراء والوزارات:-
– نريد وقفة تاريخية من سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وسعادة رئيس مجلس السيادة، ودكتور كامل الطيب إدريس رئيس الوزراء، وديوان الحكم الاتحادي، وكل الوزارات الولائية والاتحادية، لإعلان دعمهم الكامل لهذه المبادرة وتذليل كل العقبات. يجب أن تصدر توجيهات رئاسية تُسهل إجراءات الدعم، وتُخصص موازنات طارئة، وتُشكل غرفة عمليات مركزية تضمن التنسيق الفعال بين كل الجهات. إنها لحظة مصيرية تنتظر قراراً شجاعاً يكتبه التاريخ بأحرف من نور.
– وليس ذلك ترفاً سياسياً، بل واجب دستوري وأخلاقي. القيادة إذا لم تكن في مقدمة الصفوف، فمن يتبع؟ وإذا لم تصغِ لنداء الشعب، فمن يصغي؟ القرار اليوم بيد الرجال، والرجال مواقف.
• الخاتمة: السودان واحد.. والخرطوم تناديكم.
– هذه المبادرة ليست مجرد مشروع إعمار، بل هي إحياء للروح الوطنية، وتذكير بأن السودان قادر على النهوض إذا توحدت جهوده. لنترك الخلافات جانباً، ولنعمل يداً واحدة.. قلباً واحداً، لأن الخرطوم ليست حجراً وطنياً فقط، بل هي رمز لوحدتنا وكبريائنا. من البحر الأحمر إلى دارفور، ومن شلالات النيل إلى سهول الجزيرة، لتُسمع أصواتنا جميعاً: “الخرطوم في قلوبنا، وإعمارها في أيدينا”. هذا هو وقت العطاء، وهذه هي ساعة الواجب، فلتكن أرواحنا سخيةً وأيدينا عاملةً وقلوبنا عامرةً بحب هذا الوطن.
– رغم الجهود والانجازات التي قام بها السيد والي ولاية الخرطوم سعادة احمد عثمان لا تكتمل الا بتنسيقه مع ولاه الولايات الاخره ودعمه للعودة الطوعية الشاملة من كل الولايات و دعمه لهذه المبادرة حتى تكتمل فرحة عودت المواطنين الى ديارهم بفرحة اعمارهم لولاية الخرطوم.
✍️ معاً.. نعيد الحياة إلى الخرطوم.
✍️ معاً.. نكتب فجراً جديداً