37.5 C
Khartoum
الخميس, سبتمبر 18, 2025

لا تقتلوا تباين الأفكار والإطروحات بالنظرة الضيقة للأشياء التي لا تقود نحو جادة الحق والصواب. بقلم: أسامة الصادق ابومهند

إقرأ ايضا

بما أن الأفكار تتباين من مرحلة إلى أخرى لذا تجد أن سلوك الإنسان متغيراً أيضا وفق ما يؤمن به من أفكار ومعتقدات متجددة ومتحولة، ولكن ما يستدعي التوقف والنظر هو السؤال الذي يستوجب الإمعان والتفكر وهو: هل يتحقق الفرد من المعتقدات والأفكار التي يؤمن بها تجاه أي موضوع وأي مسألة في عالمه…؟؟؟ هل هي معتقدات صحيحة أم خاطئة…؟؟؟ إيجابية أم سلبية…؟؟؟ عميقة أم سطحية…؟؟؟ مرنة أم جامدة…؟؟؟ وبما أن كل شيء حولنا ولد من رحم الفكرة فإن سلوكياتنا هي نتاج أفكارنا وأفكارنا هي (الدينامو) والمحرك لهذه السلوكيات تجاه أي شخص أو موضوع أو موقف يمر بنا في يومنا. في خضم المشتتات التي تمتلئ بها أيامنا. فلا تجعل واقعك رهينة بشكل مطلق لواقع حياة فرضته علينا عقليات ورؤى دخيلة بغض الطرف عن انتماءاتها أهدافها. لعل ممارسة الحوار المنطقي مع النفس والاختلاء بها بين الفينة والأخرى خلال اليوم قد يساعد في ذلك، ويتيح فرصة للعقل في أن يعري المفاهيم والاعتقادات ويجد مساحات جديدة للتفكير تمكنه من الوصول إلى الحكمة التي هي ضالة المؤمن، فينتقل من التسليم إلى الاستنتاج، ولعل ذلك يغري العقل لمزيد من الاستنتاجات التي تضفي نوعاً من السكينة إلى النفس حين يصل بحكمته إلى ما يرضي ذاته ويدخل الطمأنينة إليها، فإذا ارتفع ستار التعصب والتعقيد والاستنصار للرؤى؛ أصبحت العقلية أكثر مرونة وتقبلاً وانفتاحاً، وبالتالي تبدأ آثار السكينة والاتزان بالتمظهر على حياة الفرد ويبرز دورها الفعال في علاقاته وعمله

_ مما لا شك أن الخلاف في الرأي نتيجة طبيعية طبقاً لتباين العقول والأمر غير الطبيعي أن يكون خلافنا في والأفكار الرأي بوابة للخصومات وإن اختلافي معك لا يعني أنني أكرهك أو أحتقر عقلك واختلافي معك لا يبيح (عرضي) ولا يحل (غيبتي) ولا أريد أن تكون متعصباً أو متطرفاً فالناس عند الخلاف أصناف:
•أولاً: إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي (وهذا منطق العقلاء)
•ثانياً: إن لم تكن معي فأنت ضدي وهذا نهج الحمقى.
•ثالثاً: إن لم تكن معي فأنت ضد الله..!!! (وهذا سبيل المتطرفين)
•رابعاً: إن لم تكن معي فانا استفيد من رأيك فنحن في جلسة توليد افكار (وهذا نهج المبدع) على طريقة أنا لست أنت و أنت لست أنا..لذلك لابد أن نتعلم ثقافة الرأى و الرأى الآخر وفق منهجية إختلاف الرأى لا يفسد للود قضية…كما ينبغي إحترام أختلاف وجهات النظر..قد نتفق أو نختلف وفق نظرية رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب…!!!
الحقيقة المطلقة لا يمتلكها احد وإختلافنا فى الراى لايفسد للود قضيه، وهنالك أصوات تعلو على كل صوت من بينها صوت المبادئ وصوت الإنصاف صوت الأخلاق وصوت العقل وغيرها من الأصوات التي ربما لا تبدو عالية عند الناس أثناء إحتدام أوارها لكنها ستعلو يوما بعدما يزول غبارها ويضع الباطل أوزاره وحينئذ ربما يكون الأوان قد فات ولا ينفع ندم..لا صوت يعلو فوق صوت الحق المبدأ الذي يطل برأسه ليسفه أي مخالف ويطيح بأي متباين ويمنع أي نقد ويكتم أي صوت لا يوافق ما يدعو له معتقداً ألا صوت يجب أن يعلو فوق صوته.. ويوما ما سيزول الغبار ويهدأ الضجيج وسيدرك الجميع أن صوت الحق وصوت الصواب وصوت المنطق والحكمة والعدل كان ينبغي أن يعلو على كل صوت حتى وان كان لصوت الباطل جوله فان صوت الحق دائماً يعلو ولا يعلى عليه.

_ صوت الحقيقة لا يخمد أبداً.. علمتني الحياة في إطار الإسلام القويم أن صوت الحق لا يخمد أبداً إذ هو أبلج والباطل زبد لجج حيث الباطل فيه ساعة والحق إلى قيام الساعة والحق يعلو والأباطل تسفل والحق عن أحكامه لا يسأل… وإذا إستحالت حالة وتبدلت فالله عز وجل لا يتبدل… والرسول الله صلى الله عليه وسلم يقف في صفه وحيدا في إستهلالية دعوته والبشرية كلها تقف ضده تريد إطفاء النور الذي جاء به ومع ذلك خسئوا: (وما كيد الْكافرين إِلا في ضلال)…(ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الْكافرون) ولو كره المنافقون ولو كره الفاسقون.. ثم يأتي صحابته من بعده الرسول صلى الله عليه وسلم فيصدعون بالحق لا يخشون في الله لومة لائم ومن بعدهم وإلى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لا تزال هناك طائفة فيها خير عظيم قد أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم احترام الأراء المتباينة وفق مقتضي احترام هذه الاراء لتصحيح بعض المفاهيم المطروحة دون الانحياز والتعصب لراي دون الآخر قطع شك ينتج حواراً هادف يقود نحو جادت الطريق بتشكل اراء وافكار تولد الإبداع لإستشراف المستقبل فلا تقتلوا تباين الأفكار والاطروحات بالنظرة الضيقة للأشياء التي لا تقود نحو جادت الطريف كما قال الإمام الشافعي :(ما ناظرت أحداً إلا وددت أن الله تعالى أجرى الحق على لسانه) لأن التعصب الإنفراد بالرأي دون غيره يؤدي في نهاية المطاف لواحدية القطب والتعصب لرأي مفرد، يهدم والتطور والبناء والتنمية.

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة