32.7 C
Khartoum
الأربعاء, يوليو 30, 2025

مابال خطابنا أصبح فاحشا وبذئيا؟! عادل عسوم

إقرأ ايضا

كم آسَى كلما عَنَّ لي أن أقرأ في الفيسبوك وكذلك في بقية الوسائط فإذا بي أجد الكثير مما لا تحمد عقباه من فاحش القول، ومن بذيء الردود والخطاب!
لا أريد أن أخوض في أسباب ذلك أو سبر غور الأمر، لكن وبلا جدال إن للأمر وصلٌ بمشهدنا السياسي، أسأل الله أن يلطف بالسودان ويرسي سفينته على بر أمان، وجوديٍّ يعصمنا من الغرق.
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: “إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه”
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم
“إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء”
ليست البذاءة وفحش القول من حسن الخلق يااحباب، وقد كان نبينا صل الله عليه و سلم يدعو ويقول “اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت”.
لماذا نجد رد الفعل للكثير من ابنائنا وشبابنا بهذه الصورة الشائهة؟! ولا أود التعميم فهناك من ابنائنا وشبابنا من يحرص على حسن الخطاب، لكن يكاد سالب الخطاب وفاحش القول يصبح الغالب في سوح هذه الميديا!، والأمر والله عظيم، وكم من أمر نستسهله عندما نألفه ظنا منا بأنه من الصغائر، لكنه في حقيقته من المهلكات، فسباب المسلم فسوق، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم، والفسق قد انزل الله فيه قرآنا يُتلى فقال جل في علاه:
{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ٦٧ التوبة.
ياترى هل يقبل أحد منا أن يكون من المنافقين؟!
ويقول ربنا:
{وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ٤ النور
فهاهو الفاسق يصل الأمر به أن لاتقبل له شهادة أبدا!
ويقول ربنا جل في علاه:
{فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ١٩ الحشر.
هل نرضى بأن ينسانا الله وينسينا انفسنا؟!
والفسوق يااحباب ظُلْمٌ، والظالم قال فيه ربنا أنه يستحق أن ينزل عليه الرجز من السماء:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} ٥٩ البقرة.
بل ان نبينا صل الله عليه و سلم نفى عن الفاحش والبذيء (الإيمان) جملة وتفصيلا!!!:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء”
وفي الحديث الصحيح يقول نبينا صلى الله عليه وسلم “إذا أبغض الله عبدا نادى جبريل إني أبغضت فلانا فينادي في السماء، ثم تنزل له البغضاء في الأرض”
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام أيضا:
“إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه”
فالكلمة البذيئة يا احباب أكثر دفعا بالمرء إلى النار، وبأكثر من موبقات قد يحسبها البعض أكبر، فهي أعظم من الزنا، وأكبر من السرقة، وها هو الدليل:
“وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ”
إنه حديث نبينا صلى الله عليه وسلم!
فحصائد اللسان أكثر ما يدخل الناس النار!!!
والكلمة البذئية والاسلوب الفاحش يشي بالكثير من السلب فينا، فهو يدل دلالة واضحة على سوء التربية، وصاحب الألفاظ البذيئة وفاحش الأسلوب يجلب اللعن على أبيه وأمه!، وهو من بعد ذلك يجعل السامع أو القارئ له يتساءل عن منهجه الذي يعتمره؛ فكراً كان أو حزبا سياسياً!
ولايسعى إلى البذاءة وفحش الخطاب إلا العاطل من القدرة عن التعبير عن نفسه، فلا لغة سليمة لديه وتجده خاوي الوفاض من الثقافة والوعي، وهو بذلك مفلس في الدنيا والآخرة، وليس الإفلاس دوما عن المال، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم:
“أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طُرح في النار”
صحيح مسلم.
اسأل الله ان يهدينا ويهدي ابناءنا، وأن يجعلنا جميعا أحرص على مكارم الأخلاق قولا وفعلا، وأن يبرم للسودان أمر رشد يُعَزُّ به أهل الطاعة والإخبات، ويجعلنا ممن يحرص على مكارم الأخلاق في اقوالنا وافعالنا، إنك ياربنا ولي ذلك والقادر عليه.
adilassoom@gmail.com

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة