31.5 C
Khartoum
الأحد, يونيو 8, 2025

سفر القوافي

إقرأ ايضا

محمد عبدالله يعقوب
الجنجويد والسجائر وتمباكة الشمال !!
قبل سنوات أطلق المهندس محمد هاشم كمبال مبادرة (وقف التدخين في الأماكن العامة والمغلقة) مع رفيقه مسؤول العلاقات العامة فيها عمارعوض ، وقال إنها مبادرة تهدف لوقف التدخين نهائياً بالأماكن العامة والمغلقة، وتشمل حتى المنازل، بحيث لا يدخن رب الأسرة في حضرة زوجته الحبلى وأبنائه صغار السن، ويمتد المنع ليصل إلى كل أماكن تواجد المواطنين في جميع تجمعاتهم حتى الشوارع والأسواق والمواصلات العامة.
وأضاف أن الفكرة نبعت من أنه كان داخل حافلة ركاب وكان السائق يدخن آثناء الرحلة بشراهة فطلب منه أن يتوقف عن التدخين حتى لا يؤذي من هم بداخلها فكان رد السائق له بأن ينزل إن كان متضرراً من دخان السجارة فنزل وذهب إلى منزله ودخلت هذه المبادرة في رأسه فهب لتنفيذها على أرض الواقع.
وعن أنجع الطرق للتبشير بها قال مسؤول العلاقات العامة عمار عوض إنه اتجه لأجهزة الإعلام للتعريف بالفكرة ومخاطر التدخين بعد أن زار عدداً من مستشفيات الخرطوم ووجد أطفالاً دون الخامسة يعانون من أمراض ناتجة عن تدخين الأب وفي حالة أخرى الأم، وأردف أنهم وجدوا تجاوباً كبيراً من شرائح مختلفة من المجتمع واستقبلتهم أجهزة الإعلام المتمثلة في الصحف بصدر رحب ويعدون العدة لمقابلة المسؤولين بالإذاعات والفضائيات العامة والخاصة.
وعن كيفية التطبيق قال المهندس محمد هاشم إنهم بدأوا بكلية الهندسة والعمارة بجامعة الخرطوم وأطلقوا منها مشروع (كلية خالية من التدخين) في ذلك الوقت وأقاموا أسبوعاً لهذا الغرض، وأبان أن الطلاب وهيئة التدريس تفاعلوا معهم وحقق الأسبوع أهدافه، ومضى إلى أن تجربة الكلية أصبحت نواة لتعميم المبادرة بكامل كليات الجامعة وبقية الجامعات والدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة. وأردف أن المبادرة بها العديد من المشاريع، منها مشروع يوم بلا تدخين في السودان وحدد له الأول من يناير ليتزامن مع استقلال السودان حتى يستقل المواطن السوداني من عبودية التدخين أيضاً. وكذلك (أسرة بلا تدخين) وهو مشروع حيوي يساعد على خلق جيل خالٍ من أمراض الصدر ويعيد الأموال المهدرة إلى خزينة المنزل .
غير انه وبعد مضي خمس سنوات لم نر للمبادرة المقبورة اي اثر وأتى شهر يناير أربع مرات والخامسة قبل شهر بل اصبح حتى الاطفال في سن العاشرة يدخنون ( بالدس) وبعض الفتيات رغم ارتفاع قيمة التبغ الى اعلى مستوياته وربما كان سعر السيجارة في السودان هو الاغلى عالمياً ورغم ذلك فإن تجار الدخان هم الاكثر استقراراً مقارنة ببقية التجار نظراً لحضور ( الكاش) عندهم دائماً لأنهم غير مضطرين للبيع بالآجل .
عليه نأمل من ولاة الولايات ان يفعلوا هذه المبادرة الموؤدة او ان يجدوا شكلا آخر من اشكال منع التدخين داخل الدواوين الحكومية والمدارس والجامعات والاسواق واماكن الزحام وحتى في البيوت حتى ينمو اطفالنا في جو صحي معافى من دخان التبغ القاتل .
فهل كان المهندس صاحب المبادرة متفائلاً اكثر من اللازم ؟ أم ان التدخين كان اقوى عزيمة منا ففرض سيطرته علينا وجعلنا نرضى ان ندخن سجارة واحدة بمائتي جنيه لأرخص صنف ، انه الحرام بعينه ، اذ لايعقل ان تكون الرغيفة بمائة وخمسبن جنيها وسيجارة لاتسمن ولاتغني من جوع أغلى منها ، أفيقوا ايها المدمنون إينما كنتم وأينما بلغتم من الرتب والمناصب العليا فأنتم في عرف التاريخ ( مسلوبي إرادة ) وفي العرف السوداني ( مساطيل عديل ) حتى ان لم تكن بسيجارتكم مخدرات ، اذ يكفي ماتهدرونه من مال فيها ، وهذا فعل لايفعله الا قليل عقل او مسلوب إرادة ، ونسأل الله الفكاك من (ود عماري ) عاجلاً بعد ان جعل له الجنجويد ( كاريزما ) جديدة عقب منعهم قدومه من فيافي دارفور ( كية ) في تمباكة الشمالية ونهر النيل والخرطوم بعد هزائمهم المتلاحقة مؤخرا ۔

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة