الاستقلال له معاني كثيرة ومتشعبة خاصة استقلال الدول التي عاشت في الحقبة الاستعمارية فقد
تباينت الآراء بشأن الاختلاف بين الحصول على الاستقلال والثورة منذ فترة طويلة، وكثيرًا ما نوقش أمر توظيف العنف كوسيلة مشروعة لتحقيق السيادة. عمومًا، تهدف الثورات فقط إلى إعادة توزيع السلطة والثروة.
لانريد ان نتكلم كثيرا سنتناول اليوم استقلال السودان ال ،،٦٩،، عام الذي تمثلت فيه الوحدة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي ابتداءً من الزعيم اسماعيل الازهري والشاعر والقانوني محمد احمد محجوب ، ودبكة ، وزعيما طائفة الختمية والانصار وعدد كبير من رجال الدين لايسمح المجال لذكرهم.
فكثير من السودانيين كان لايتذوق طعم الاستقلال الا ان يسمع ويشنف اذنيه بكلمات نظمها الشاعر عبد الواحد عبدالله يوسف وغناها فنان افريقيا الاول الراحل المقيم الموسيقار محمد وردي
اليوم نرفع راية استقلالنا ** ويسطر التاريخ مولد شعبنا
يااخوتي غنوا لنا
حقيقة هذه الاغنية النضالية اذا تمعن وتفحص الانسان كلماتها تجدها تحمل معاني كبيرة وتذكر برتق النسيج الاجتماعي وتقبل الآخر خاصة الزعماء الذين كان لهم القدح المعلى في الاستقلال، تجدهم من الشمال ، والجنوب ، الشرق ، والغرب والوسط لكن للاسف كثيرا من كنا نثق فيهم ونعتبرهم في عداد المثقفين لم يتفحصوا ويعوا بها، واصبحوا يرددون اسطوانة مشروخة دولة ٥٦ فهؤلاء ليس بمثقفين بل مدعي ثقافة ولايمتون للثقافة بصلة ، قد نجد العذر لبعض الناس ، قد تم تلقينهم وتحغيظهم لهذه الكلمات الكذوبة ، واصبحوا يرددونها دون معرفة او دراية ، ام ان بعضاً يعرفون الحقيقة لكن العمالة جرت منهم مجرى الدم في عروقهم ، حباً في الدرهم والدينار ، تعساً لعبدة الدرهم والدينار !!
فقصيدة الشاعر عبد الواحد عبدالله ذكرت الشخصيات بعينها التي ساهمت في الاستقلال من على عبد اللطيف من جنوبنا الحبيب ورفاقه الميامين عبد الفضيل الماظ
ثم عرجت القصيدة لابطال كرري حيث ينحدر اغلبهم من دارفور وكردفان ، والعجيب ان ناظم القصيدة من شرقنا الحبيب والراحل الموسيقار وردي من اقصى الشمال ومعجبيه ومحبيه من كل السودان ، وهذا يشكل لون الطيف الحقيقي للسودان ،
ولكن للاسف ظهرت في السنين الآخيرة بعض الاصوات النشاذ التي ترعرعت في احضان العمالة والارتزاق ، فاحدثت فجوات بين بعض ابناء الوطن الواحد والتي نتج منها الحروب والحرب الدائرة الان خير شاهد على ذلك ، ولكن نقول لهم هيهات هيهات فالسودان باق برجاله ونسائه صفا واحدا كالبنيان المرصوص.