34.1 C
Khartoum
الثلاثاء, سبتمبر 2, 2025

اليس تكامل الخرائط في دارفور يمثل الحل الناجع للوحدة والاستقرار؟ بقلم / محمد أبوزيد مصطفى

إقرأ ايضا

دارفور مشحونة بخرائط الجغرافيا العرقية، والاقتصادية، والعرفية، بل والسياسية نسبياَ، ويتزاحم نحوها تداخل الجغرافية السكانية ذات الطابع الاثني حول حدودها الهشة، التي تتداخل فيها بعض القبائل، مسكناً، وعرقاً، بل واحياناً انتماءاً وولاءاً..

ولان يمتزج الدم والعرق لتذويب الفوارق وتَحييد العصبيات والاستعلاء العرقي ، فان الإرشاد الديني له تأثير كبير في توحيد الوجدان ونبذ العصبيات لكنه تراجع أمام التحريض المتعمد للمثقفين ضد الدولة المركزية بدعوي التهميش السياسي التنموي المزعوم، وتدفق الدرهم والدينار المسموم، والفقر المصنوع الملغوم ،، على قاعدة.. جوّع كلبك، يتبعك.. وفي الحديث.. ما ذئبان جائعان، اُرسِلا في زريبة غنمٍ بافسدَ لها، من حرص المرء علي المال والشرف لدينه..

الربط الشبكي لأطراف دارفور بطرق برية،لتنشيط حركة البضائع والتبادل السلعي ، وصناعة المنتجات الزراعية المحلية تحويلياً،، وتيسير سبل الوصول إلى المدارس بتوسيع مظلة التعليم العام والزاميته وتنشيط الرياضات البيئية، وبخاصة مهرجان الفروسية، وتطوير الثقافات المحلية، والفنون الغنائية الشعبية، والفن التشكيلي والصناعات اليدوية، وإقامة المعارض والمهرجانات الموسمية، المنافسات الرياضية، وتوجيه الارشاد الديني للتركيز على السلم المجتمعي والتخالط المتثاقف،،كل هذه التدابير وغيرها من أجل أضعاف ثقافة العنف والحروب والنزاعات المسلحة،، واستبدلها بالحياة المدنية الأكثر سلاماً وتعايشاَ وتحضراً .

في دارفور نظام حكم اهلي ضارب في القدم، مزود بخرائط جغرافية مُحتَكَرة للعشائر الكبرى، تحكمه أعراف محلية،، اصطدمت هذه الأعراف بنظم الدولة الحديثة منذ ما قبل نشوء الحكم الوطني بعد الاستقلال والي اليوم، وما الشعار المتمرد المرفوع الآن ضد ما يسمى ب (دولة 56) الا محاولة للردة عن نظام الدولة الحديثة التي أرادت ان تبسط سلطانها عبر مؤسساتها الحكمية على المستويات الدنيا من هيكلها الإداري للدولة ، بغرض تحويلها من مناطق مفصولة عرفاً وثقافة، الي وحدة مدمجة في هيكل ونظام وثقافة موحدة متجانسة، رغم التنوع الحميد،،

ومن عجب ان الغالب الاعم ممن تمردوا على السلطة المركزية لم يكونوا من ابناء القيادات الأهلية وإنما أكثرهم شراذم مثقفين مستلبي الارادة مشحونون بشعارات جوفاء ليسوا هم المتضرر المباشر من محتواها ، وإنما فقط يسعون لان يكونوا بديلاً للادارات الأهلية_هكذا يظنون_ ولكنهم يتسترون تحت عباءتهم بينما هم في الأصل يُعدّون من رعاياهم، ولكنهم تشربوا حب السلطة..

الحروب عادة تُصنَع في المناطق الهشة، لتنتج نزوحاً ولجوءاً ، ليترتب على ذلك تدخل المنظمات الاغاثية الدولية، من أجل إعادة صياغة وإنتاج اجيال اشبه بما صنعه المستعمرون حين غزوا بلداناً واحتلوها فلم يخرجوا منها الا بعدما اطمأنوا انهم قد تركوا خلفهم من يحرص على حماية مصالحهم الاستراتيجية مِن بعدهم وإستمرار استلاب العقول والارادات لتتدفق اليهم الأموال مع ضمان الولاء السياسي.
واما اللجوء المصاحب للحروب فهو غزو معكوس،،لأنه استبدال للغزو الاستيطاني ، فبعد ان كانوا يحتلون البلدان أصالة أو عبر ادلّاء، استبدلوا ذلك بالهجرة اليهم اضطراراً بسبب الحرب الداخلية المصنوعة، فهم اعتادوا على [ صناعة الأزمة، وإدارتها في نفس الوقت ]

إذن لا بد من إيقاف هذا المسلسل المدمر عبر التدابير المدنية المحمية بقوة الارادة وسلطان القانون والقوة العسكرية، والاحلاف مع العالم الحر. والتحلل من (القابلية للاستعمار).

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة